حظ الإنسان اليمني أن يحاصرهُ الإهمال والإحباط من كل الجهات.
في الداخل يدوخ السبع دوخات.. ولا من يقل ربي الله! فيبحث لنفسه عن قارب نجاة يحملهُ خارج الحدود، لعله يجد فرصة هناك.. وهي بالمناسب عادة يمنية أصيلة، تعززها "هو شلية" الأداء الإداري في البلد، سيما وأن أغلب الجهات المسئولة عن تنمية القدرات والطاقات الإبداعية في اليمن السعيد "قلك سعيد" تديرها عقليات جامدة في الغالب، ولا تفهم من العملية كُلها غير استخدام الآلة الحاسبة فقط. ولأن الأمر كذلك فإنهم يضربون الإنسان اليمني ويقسموه، ويطرحوه أرضاً، ويجمعوه بكل المهلكات، ويطلع الإجمالي النهائي =صفر على الشمال.
شخصياً، أظن حد القناعة الكاملة، أن المكان الذي لا يقدرك، أو يساعدك على النمو، دعه وغادر حتى وإن كان حضن أمك؟!
لكن الكارثة الموجعة بالفعل.. أن تغادر من وجعٍ إلى وجعٍ. ومن خيبات إلى خيبات.. ومن فهلوية باسم الوطن إلى فهلوية باسم الدين.. وينتهي بك العُمر ونشرة الأخبار لا تزال تحدثك -وبكل برود- عن تشجيع القيادة السياسية للشباب وللإبداع والمبدعين !
حتى تلك القدرات والطاقات الإبداعية التي غادرتنا مرارا بحثا عن حظ أجمل، فإننا نتعامل معها بتعال دون أن ندري بأننا من القسوة والظلم نقتلهم مرتين !
مشكلتنا الأساسية، أننا نتعامل مع الإبداع ك(حاجة) ولا نتعامل معه كطاقة يمكن الاستفادة منها لتلطيف وجه اليمن الكئيب.
إنه الغباء على فطرته الأولى.. إذ إن اليمن ليست مقبرة الأتراك كما أشيع عنها في سفر التاريخ، بل هي أكثر من ذلك مقبرة لليمنيين التواقين إلى الحياة بزهو وإكبار.
لكل الطاقات اليمنية المخنوقة في هذا البلد المخنوق أساسا أردد مع سعدي يوسف:
يا رحمة الله التي وسعت شقاءه..
قودي خُطاه إلى السماء
فلطالما حجبوا سماءه
[email protected]