بالكاد فرحنا باقتراب انتهاء صلاحية فترة حكومة الوفاق التي لم يتبقَّ من عمرها سوى أشهر معدودة..رغم أن هذه الأشهر المعدودة ستكون ثقيلة جداً، قياساً بما تشهده البلاد في عهد هذه الحكومة.
التمديد بحد ذاته خرقٌ للمبادرة الخليجية المزمَّنة، والمرتبطة بزمنٍ معيَّ.. وها هم سيحتاجون فترة أكثر من الفترة التي نصَّت عليها المبادرة..
التمديد يعني تمديد للانفجارات، تمديد للدراجات النارية القاتلة، تمديد لضرب الكهرباء، تمديد للانفلات الأمني، تمديد لصمت وزارة الداخلية، تمديد للطائرات بدون طيار، تمديد للاغتيالات، تمديد لقُطَّاع الطرق وحجز ناقلات الغاز والبترول، تمديد لتعيينات الكوادر الإخوانية وإقصاء الآخرين، تمديد للصُّلح القبلي وضياع ما تبقى من هيبة القانون، تمديد لسقوط بقية طائرات سوخواي، تمديد لمعاناة شعب يبدو أنها لن تنتهي حتى ولو قامت ثورة تلو أخرى.
التمديد سيلغي كلَّ هدف قامت الثورة الشبابية لأجل تحقيقه.. وستغدو الديمقراطية وتعدُّد الوجوه الرئاسية كلَّ أربع سنوات مجردَ حُلم داعب منامات الثوار، الذين استعجلوا وسكبوا دماءهم لأجل تحقيق هذا الحلم الذي يبدو أنه سيظلُّ حلماً.. فعاد الثوَّار إلى نومهم بعد أن أيقظوا كلَّ الذئاب، كما قال البردوني.
إن كان التمديد سيمنح الرئيس هادي صلاحية في عزل وزير فاشل وتعيين آخر بدلاً عنه.. وإن كان هادي سيقوم بتغيير المتسبِّبين في ما آلت إليه البلاد بتخاذلهم وتبعيَّتهم لأحزابهم، وسيكون قادراً على ضبط الانفلات الأمني، فربما يجد صدى وقبولاً.. لكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه، ويبقى الفاسدون مفروضين فإن التمديد لن يغيِّر شيئاً من الواقع الراهن.. وسيقود اليمن إلى انفلات أمني أكثر، وسيوسِّع من نشاط القاعدة، طالما أن الجهات الأمنية المختصة صامتة عن الدماء التي تسيل في كلِّ مكان..