قبل أيام أكد رئيس الجمهورية للشعب أنه لن يسمح بتكرار ما حدث في ميدان السبعين يوم 21 مايو 2012، لكن وزيري الداخلية والدفاع خذلاه، وسمحا بتكرار ذلك، والكرة هذه المرة وقعت صباح أمس في شبوة، وهي كرة كبيرة.
ولو لم يتعهد الرئيس بذلك، لكان مفهوما لماذا لم يسمع الشعب خبر إقالة الوزيرين، اللذين سمحا للإرهابيين يكرون ثلاث كرات في وقت واحد في شبوة أمس، بل وأتصور أنهم كانوا يكركرون في وجه الوزيرين، وهم يأسرون جنودا ويحملونهم على أطقم الوزارتين.. هؤلاء الأسرى سمتهم اللجنة الأمنية العليا "عدد من المفقودين"!
هجمات إرهابية متزامنة، بسيارات مفخخة، وكرات مشاة إرهابية صباحية، قال مصدر عسكري في محور عتق أنها أدت إلى استشهاد 16 جنديا من الجيش، و8 جنود أمن، وإصابة 26 آخرين، واللجنة الأمنية العليا مست علينا بخبر21 شهيدا، و15 جريحا فقط، وعدد من المفقودين، ونشرت أسماء المهاجمين وعددهم 15 إرهابيا.
وفي الحين ذكرت مصادر أخرى أن عدد الشهداء 56 جندياً، وأن الإرهابيين تمكنوا من اختطاف مجموعة من الجنود، وأخذوهم على أطقم عسكرية، وهم الذين أطلقت عليهم اللجنة الأمنية "عددا من المفقودين"، وهذا يجعلنا نرجح ما ذكرته تلك المصادر الأخرى بأن ضحايا الهجمات الإرهابية كثر.
إن الحادث الإرهابي الذي وقع بميدان السبعين قبل يوم من الاحتفال باليوم الوطني عام 2012 قد تكرر -يا سيدي- قبل يوم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر2013 !
الهجمات الإرهابية وقعت صباحا، وفي المساء ذكرت اللجنة الأمنية الإرهابيين الخمسة عشر بالاسم.. وليس في الأمر معجزة ولا إنجازاً، فالوزيران يحفظان أسماء الإرهابيين في البلد، ولكنهما يفشلان في القبض عليهم، أو أن لديهما مبررات أخرى لذلك.
خذوا مثلا: ذكرت اسم الإرهابي وجيه العمودي، وهذا ذكرته اللجنة في قائمة الإرهابيين الخمسة والعشرين المطلوبين الخطرين، ومنذ إعلان اسمه في 6 أغسطس الماضي، نسيته كما يبدو فذكرها بنفسه أمس.. وذكرت اسم الإرهابي علي كندش، وهذا واحد من الإرهابيين الذين سطوا على سيارة بريد في تبن لحج، وفيها 200 مليون ريال وقتلوا جنودا، ومن المؤكد أنهم استخدموا تلك الملايين لتمويل عمليات إرهابية، بما فيها الأخيرة.. وذكرت اسم الإرهابي هاني العريقي، وهذا مدان، ومحكوم عليه قضائيا بعقوبة الحبس.
الإرهابيون يكرون ويكررون، ووزارتا الداخلية والدفاع، لا تكرران سوى الفشل، وتتفرد وزارة الداخلية بتكرار عمليات الإفراج عن الإرهابيين.