ما أهمية موبايلك إن لم تكن تحفظ حتى رقم زوجتك؟..
كما أن علاقتك بمسألة حفظ الأرقام في رأسك -على الأقل أهمها- تبدو تماما مثل علاقة طبيب أسنان بارع بواحد لا يبتسم!
عصر النهضة الصناعية استعاض بالآلة بدلا عن عضلات الإنسان، وتكنولوجيا الهاتف السيار استعاضت ذاكرة الإنسان والمفكرة الورقية بـ"الميموري" ويا ليتهم أضافوا إلى هذا الاختراع المهم خدمة شرطي إلكتروني بوسعه إعادة الهاتف إليك لو أن يداً سرقته، أو فقد في الزحام.
قبل أسابيع فقدت جوالي، وشعرت كما لو أنني فقدت ذاكرتي تماما! شعرت أيضاً كم صرنا لئيمين تجاه المفكرة الورقية.
طيلة سنوات ليست قليلة وثروتي (حلوة هذي ثروتي) لم تكن أكثر من رصيد أرقام هواتف في بطاقة الموبايل.
لم أفكر للحظة أن أخزن في ذاكرتي حتى رقم حزام البنطلون. ويا ليتهم سرقوا البنطال وتركوا لي موبايلي.
حكاية العورة هنا يمكن معالجتها باتصال ولو إلى برنامج (فتاوى).. أو برنامج "أريد حلاً"
أما عندما يضيع الموبايل فيصعب عليك الصراخ: أريد الذاكرة.
يبدو أنه وحتى خفيفي اليد، علينا أن نتعب في إفهامهم بمسائل الذوق، أو على الأقل في اختيار الضحية.
عالمنا اليومي أصبح ينام ويصحو في سجل المكالمات الصادرة والواردة والتي لم يتم الرد عليها.
الأرقام الشخصية والأرقام الوهمية وأرقام النجدة وسيارة الإطفاء برضه هناك. وفي لحظة يضيع منك كل ذلك ويبقى بنطالك المحترم، كارثة!
الأصدقاء القدامى والأصدقاء الجدد والأصدقاء الـ(تايوان).
الناس والمعاريف من كل الشرائح، جميعهم ممغنطين في شريحة موبايل واحدة. اووه كم هذا بديع، إذ ذابت الطبقية وسقطت جمهورية أفلاطون كلها في شريحة لا يتعدى طولها 2( صنت).
لكن المفزع هو أن تضيع منك. فعندما تفقد جوالك يعني أنك فقدت ذاكرتك، وارجع لاحق من جديد.
[email protected]