ضباط وجنود الجيش والأمن يقتلون بالجملة والمفرق بأيدي الإرهابيين، والحكومة لا تتحرك كفاية.. خلال هذا العام ركز الإرهابيون على الضباط والجنود أكثر من أي عام، ونحن نتوقف عند العمليات الإرهابية الكبيرة التي تهزنا، مثل الهجمات الإرهابية المتزامنة التي وقعت في شبوة قبل أيام.
بينما يتم اغتيال ضباط وجنود بصورة يومية تقريبا، وفي مختلف مناطق البلاد.. في شهر سبتمبر هذا مثلا فجعنا بالعمليات الإرهابية التي أودت بحية 21 ضابط وجندي، وإصابة 15 وأسر آخرون، واغتيل 7 جنود قوات خاصة في مأرب، واختطف 6 جنود شرطة عسكرية، وقطعت رؤوسهم، واغتيل العقيد ركن طيار عبد الوهاب عزان، والعقيد علي الديلمي بالعاصمة، وفي حضرموت اغتيل العقيد عمر ربيع بن عمرو، واستشهد جنديان ثم 5 وأصيب آخرون، واغتيل 5 جنود والعقيد عبد المجيد السلامي في لحج، وفي أبين لا يمر يوم دون أن يقتل الإرهابيون جنودا وأعضاء في اللجان الشعبية.
هذا مجرد مثال، وخلال أقل من شهر واحد، والحكومة مشغولة عن هذا القتل بتقسيم الغنائم.
إن الإرهابيين ينطلقون من عقيدة فاسدة لتبرير قتل الجنود والضباط، في عقيدتهم أن هؤلاء هم العمود الأساسي للدولة، ولكي يقضون عليها لا بد من تدمير هذا العمود الذي يحميها، ويزعمون أيضا أن الجنود والضباط هم حراس لعملاء أمريكا، إلى جانب القتل الثأري، نقتل هذا الضابط لأنه كان سببا في اعتقال فلان، وهذا الجندي لأنه شارك في العملية الفلانية، وأفراد هذه النقطة لأنهم يفشلون مهمتنا، وغير ذلك من المبررات، فالإرهابيون لا يعدمون المبررات والذرائع.
والأهم في الموضوع، إلى متى هذا الذبح اليومي، ولم لا يقوم الجيش والداخلية وبقية الأجهزة الأمنية بإيقافه؟ هل ينتظرون مبادرة من الإرهابيين لإيقافه؟ لن يتوقفوا، لأنهم يعتقدون أنهم يفعلون الصواب.. وأدوات الفعل متوافرة لديهم، متفجرات ورشاشات وبوازيك ومسدسات من كل صنف، وسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة ودراجات نارية، ومن يدري فربما لديهم أيضا أدوات داخل الجيش والأمن والمخابرات تسهل لهم الاغتيالات.
لن يتوقف الإرهابيون عن قتل الضباط والجنود، إلا إذا أوقفتهم الحكومة، لن يتوقفوا لأن لديهم من يقول لهم أنتم بذلك تجاهدون في سبيل الله ولإقامة دولة تحكم بشرع الله، اقتل وفجر نفسك ومأواك الجنة.. وهم لا يستمعون إلا لمن يقول لهم ذلك، ولو جاءهم أبو هريرة يقول لهم يا أولادي القتل حرام والانتحار حرام لن يقبلوا منه.