1أنْ تذهب إلى صعدة، إلى حجة، إلى المحويت، إلى حضرموت أو إلى المهرة.. فأنت لا تذهب بعيداً عن جغرافيا الجسد.. أما أن تذهب إلى بُرَع فأنت تذهب إلى الجهة الأخرى من جغرافيا الروح.
2برع وردة السماء ودمعة الأرض.
3ليس هناك جمال يرقى إلى مصاف جمال برع، ليس هناك جبال في اليمن لها سحر وفرادة جمال برع.. وليس هنالك معاناة تشبه من قريب أو بعيد معاناة أهالي برع.
4أنا عبدالكريم البُرَعِي.. ولن أنسى ما حييت منظر النساء البُرَعيَّات وهن يصعدن بحمولتهن الثقيلة من الغلَّة إلى قراهن المعلقة في قمم وذرى الجبال.
لقد كنَّ يسرن في الطريق الصاعد معطوفات ومقوَّسات ومصلوبات، لكأنهن مكبَّلات من رؤوسهن إلى أقدامهن بالأغلال.
كانت كلُّ امرأة تلوِّح لي تحت صليب حمولتها وكأنها مسيح مصلوب.
5للنساء اللواتي صعدن إلى جبل مؤتمر الحوار.. كم أتمنى لو يغادرن فندق موفنبيك ليوم أو ليومين ويصعدن جبال معاناة المرأة البرعية.
6عدتُ من برع وفي قلبي جرح أنساني جرح تهامة.
7نستطيع اكتشاف الجمال ببساطة شديدة، ونستطيع أن نظهر أجمل ما فينا، لكننا للأسف تربينا وتعودنا على التنافس في اكتشاف القبح وعلى الانحياز لكل ما هو قبيح.
8جبال برع ليست جبالاً.. ولكنها حيتان هربت من البحر وقفزت باتجاه السماء.
9أنتم تهربون إلى السياسة، ونحن قررنا الهروب من السياسة إلى الجبال.
10مع الفنان الكبير حكيم العاقل ذهبنا إلى محمية برع، وصعدنا إلى أعلى قمة في سلسلة جبالها العالية.. لكن بطل الرحلة لا أنا ولا حكيم العاقل، وإنما سيارته التي راحت تصعد بنا وتصعد إلى أن اختزق التانكي.
11كنا نتأرجح بين الجبل وبين البحر.. صباحاً نمضي إلى الجبال لنسبق شروق الشمس، ثم نهبط من الجبال إلى البحر لنسبق موعد الغروب. بُرَع في الشرق، والبحر في الغرب.. وبينهما المزرعة التي تستقبلنا برائحة المانجا.
12باسمي وباسم الفنان حكيم العاقل أشكر الابن والأخ والصديق طارق الجبلي الذي فتح لنا قلبه وبيته ومزرعته وغمرنا بالماء وبالكهرباء.