على طريقة المرحوم محسن الجبري في مخاطبة شعب ما بعد انطلاق شرارة الثورة الأم 26 سبتمبر أقول..
أخي المواطن اليمني "جي ما أقلك"..
هل تريدها دولة مركزية بأدوات فاعلة أم تريدها فيدرالية أقاليمية أم اتحادية أم أنك مع عودة تشطيرية يشوف فيها كل طرف خراجه؟؟
* المؤكد أن الإجابات ستتنوع وتتباين بصورة نسبية ليس على قاعدة (لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع) وإنما لأن لكل مواطن رأيه المستند على مكّون وعي وتنوع خبره وتصورات وتوقعات ورؤية لما كان وما يكون وما يجب أن يكون..
* والمؤكد أن ما يرنوا إليه غالبية اليمنيين ليس فقط لون البقرة وإنما قدرتها على إدرار الحليب للجميع فهل وصلت الأمنية إلى تلافيف الأدمغة العاكفة على مساجلات تحديد شكل الدولة اليمنية القادمة بمواقف وخطابات عنترية.
* ما سبق يقود إلى المزيد من الأسئلة والإجابات التي لا أراها إلا ممسكة بخناق التفكير ولاقطات الوعي الوطني والسياسي العام المحتاج إلى القناعة بأن المشكلة في اليمن ليست في شكل الدولة وليست حتى في مرجعياتها التشريعية ومنظومتها القانونية، وإنما في إرادة التغيير الذي يبدأ من الذات وآليات إدارة مقدرات الدولة من قبل من يحكم ..
* الحكم المحلّي كامل الصلاحيات مجرد لهو بدون دولة مركزية قوية.. والفيدرالية مجرد حالة تشظٍ دونما مركز وبوصلة وعقد اجتماعي نافذ، وأي شكل اتحادي يبقى مشروعاً إذا لم يأخذ في الاعتبار عدم اجترار ماضي حكام ومعارضين وحركات سياسية واجتماعية ومدنية لا تحكمها شطحات النفوس الأمارة بالسوء وعبادة الذات..
* ولو كان لليمنيين جند سليمان وقدرات ذلك الذي نقل عرش بلقيس قبل أن يقوم ابن داوود من مقامه لما كان هناك أفضل من إطلاق أمنية أن ينسحب كل الذين فشلوا ويفشلون من المشهد لأن من حكم ومن شارك ومن عارض ومن "عارط" مارس الفشل من موقعه، بدليل أن من كانوا في المعارضة وخارج صناعة القرار أمسكوا بزمام أمور الحكم فإذا بالفشل مدوياً.. وإذا بهم مجرد نافخي كير وداعين للمزيد من تضخيم الحالات الاحتقانية.
* بأي شكل من أشكال الدولة يجب أن تبقى الحالة الوحدوية حاضرة والسخط الاجتماعي إلى تلاشٍ والعمل الديمقراطي منافسة شريفة في الأفكار والبرامج وحامل مشروع دولة مدنية حقيقية وحكومات لا تدمن البكاء وإنما تمتلك القدرة على نشر البسمة في وجوه الناس.