في ظل ما يجري، وهو ما يشبه فنتازيا حاشدة بالكوابيس، لن يكون من المستبعد أبدا وجود حالات لضحايا جهاد المناكحة في اليمن، على غرار ما حدث في تونس، كشفت تونس عن حالة لم أكن أتوقع أن تحدث إلا في الخيال، ليس لأنها جنسية، بل لكونها تمارس تحت غطاء ديني لم يرد في تراث الفتاوى الدينية التي ورد فيها كثير من فتاوى العنف والنزق الجنسي، باستثناء هذه التي خرجت من تحت عمائم الإسلام السياسي الجديد..
المهم، قرأت للصديق "نزيه العماد" ما يشير إلى وجود حالة حمل لفتاة مسكينة تم بهذه الطريقة وكانت تبحث مع بعض أهلها في حوار موفنبيك عن نوع من الشفقة والإنصاف، كما ورد في الخبر ما فحواه أن توكل كرمان بشكل أو بآخر متورطة ضمن تيار كبير، في تجنيد مثل تلك الفتيات..!!
ومع أن تجنيد الذكور فضلا عن الإناث للجهاد في سويا هو جريمة لم تعد علاقتها بالتيارات الأصولية خافية، ومع أن الأخ نزيه العماد ترك احتمالا بأن الأمر قد لا يكون أكثر من مجرد خبر تناقله الناس، إلا أن الخبر ذاته، وزج توكل كرمان، وهي صديقة عزيزة وشخصية اعتبارية مهمة، في القضية يحتاج إلى وقفة خاصة، من توكل كرمان نفسها، ومن أولئك المثقفين الذين لا يهمهم غير الحقيقة الموضوعية فقط، وهو أمر يوجب عليهم التضامن مع حق الشارع في معرفة الحقيقة المرعبة التي تتصل مباشرة بقيمهم وتقاليدهم ووعيهم.. وذلك أولا وأخير من خلال القضاء والقضاء فقط..!
لقد عبرت توكل كرمان في المادة نفسها عن حقها في القضاء الذي لا يمكن إلا أن يكون هو الوسيلة الوحيدة والحضارية في حل هذه الأمور المتعلقة بالسمعة والشرف، وبدورنا نتضامن معها من هذه الناحية بغض النظر عن علاقتها بحزبها وموقفها وموقف حزبها من الجهاد في سوريا، وهو أمر أشعر بأهمية أن يتم بطرق شفافة وسلسة، كتقليد يمكن أن يحد من حجم الأخبار والإشاعات والتصريحات والاتهامات التي دمرت الوعي والحياة السياسية بسيل جارف من المتناقضات والإشكالات التي هي وللأسف صارت عنوان المرحلة المحتضرة في الزمن الميت..!!