صحيح أن وزير الدولة حسن شرف الدين إنسان رائع، لكن لم تكن تعجبني حركاته وبعض صوره في الفيس بوك..
ليس بيني وبينه شيء، ولا أعرفه، لكنني أحترمه أكثر من بعض الوزراء..
مرة نشروا له صورة وهو فوق الجولة بينظم حركة المرور.. وكأنه ماسك بدل المرور لما يكمِّل يتغدى..كان الذي نشر صورته يتحدث عن تواضعه الجمّ، ورأيت له صورة أخرى وهو بيسوق سيكل، مثلما فعل رئيس وزراء شرق آسيوي، مش عارف أيش اسمه.. وكنت أتمنى أشوف له صورة وهو في المحوى يتفقّد أحوال المهمّشين، ويحاول أن يمنحهم بعض الملابس ليتَّقوا بها البرد.
كنت أتوقع أيضاً أن يتحدث مع بعض الوزراء ليقوم معهم برحلة إلى محوي الأزرقين، خاصة في هذه الأيام الباردة، ليتفقَّد المهمَّشين الذين يسكنون بجانب مقلب القمامة، وينامون في العراء.
أنت أيها الوزير الجميل لا أحد يطلب منك الاستقالة، المفروض يستقيل وزير الداخلية قحطان اللي اسمه عبدالقادر ومش قادر يعمل حاجة.. والمفروض أيضاً يستقيل وزير الكهرباء الذي ملأ حياتنا بالوهم ليستفيد من عقود بيع الطاقة.. والمفروض أن يستقيل رئيس الوزراء الذي لم نعد نرى دموعه التي كان يذرفها أيام الثورة، ولم نعد نسمع سوى عرعرته وقرقرة المداعة حقه في بعض حالات الفيس بوك، التي تتحدث عن مداعته الشهيرة.
كنت أتمنى أن تقدم استقالتك أثناء تساقط الطائرات، وأثناء الاغتيالات وضرب الكهرباء، وقتل الجنود والقادة العسكريين بشكل يومي- رغم أن المسلسل ما زال مستمراً- لكن، الآن لم يعد هناك وقت للاستقالة، فقد أوشكت حكومة الوفاق أن تحمل عصاها وترحل غير مأسوف عليها.. شكراً لاستقالتك المتأخرة معالي الوزير.