هناك استعدادات واسعة في عمران وصعدة والرضمة وربما في مناطق أخرى لحرب جديدة بين أنصار الله وأنصار شريعة الله وشريعة آل الأحمر، شركاء احتجاجات التغيير الذين خرجوا ضد الرئيس صالح في 2011 مطالبين برحيله لتأسيس الدولة المدنية الحديثة والسلم الاجتماعي!! وأنه بمجرد أن يسلِّم صالح ستستقر اليمن وتتطور كدولة حديثة ويختفي الفساد ويعيش الشعب في سعادة ورفاهية وغيرها من الوعود التي تشبه قصص الأطفال!!
ولأنها أكاذيب تجار الدين والدماء وأموال النهب لا تنتهي وليس فيها حياء، فلم يمر عام واحد إلا وزاد الفساد والفشل وعمليات الإرهاب وتدهور الاقتصاد واختفت مشتقات الوقود وما بقي من الدولة والجيش والأمن في ظل انتشار المظالم والمظاهر المسلحة والاعتداءات وانتهاك السيادة من خلال جرائم الضربات الأمريكية المهينة وبشكل مخيف لم يحدث في عهد صالح الذي اعتقدنا يوما أنه الأسوأ!! وياليتهم تركونا ومعاناتنا!! لكنهم اليوم يقحمونا في ويلات حروب ستحرق ما تبقى من أرواح وبيوت ومنجزات هذا البلد الفقير!!
لم يستطيعوا أن يصبروا عاما واحدا على أكاذيبهم فنشبت الحروب والمواجهات المسلحة في 2012 في أكثر من منطقة في اليمن بين شركاء التغيير والمدنية غير تلك الاعتداءات التي تدخل فيها مؤسسات الوطن شريكه فيها لأن مسئوليها ينتمون لطرف منهما!! والسؤال أين رئيس الجمهورية المؤقت الذي أصبح رئيساً (مايشوفش حاجة) إلا سفراء أمريكا والدول الغربية؟ ممدداً لمصالح أصحاب الصراعات وممددين له!! هل سمعتم تصريحا له أو تدخلا، بحسب راتبه أو المميزات التي يحصل عليها كرئيس بلد، لحل هذه الخلافات وفرض هيبة الدولة عليهم كما يفرضها في قطع الشوارع الرئيسية عندما يتحرك!!!
والمؤلم بأنهم يدفعون بالأبرياء للموت والإعاقة والبلد للدمار من أجل الله والشريعة ولم نر أي توكيل من الله لأحدهم حتى اللحظة!!
وحده حسين الأحمر الذي يقاتل لسبب مفهوم وإن كان مرفوضاً.. الثأر لـ(بيت الوالد) وشركة الشقيق!! يقاتل لمصالح غير وطنية لكنها أقل سوءا من أن تقاتل لصالح الله!! كما عبث الثائر حمود المخلافي بتعز لأجل ثأر أخيه، وحده أحمد علي طلع عاصي والديه ولم يثأر 3 سنين حتى الآن رغم بشاعة ما تعرض له الوالد وخبرته والله أعلم!! وفي نهاية الأمر لن يستفيد أي أحد من هذه الحروب إلا خصمهم صالح الذين تكالبوا عليه وإن كانوا على حق في انتفاضتهم لولا الفجور في الخصومة الذي أحرق مشاريعهم إلى حد أن البعض يعتقد أن صالح خلف كل هذه الأحداث التي تصب في مصلحته وعائلته!! لكن إذا اعتقدنا ذلك فهذا يعني أن كل هذه القيادات والمخربين وأطراف الصراع هي أراجيز أو دمى بيده يحركهم كما يشاء فكيف استطاعت أن تجرده من السلطة إذاً؟! بل إن عدد وحجم المخربين والفاسدين والقيادات والمتحاربين كبير جداً، فلماذا إذاً أحرقوه في مسجده وبهذلوا فيه 3 أعوام وقاطعوه حتى إنسانيا!! عادشي عقل!! اسأل الله يهديهم جميعا أو يهلكهم ببعضهم ويخرج الطيبين من هذا الشعب من بينهم سالمين!