حين اندلعت الثورة قال لهم علي عبدالله صالح نعمل انتخابات رئاسية مبكِّرة.. قالوا والله ما سَبَرَت، ولا يمكن ننتظر أربعة أشهر للانتخابات الرئاسية المبكِّرة.. وحين تحدث هادي عن التمديد سكتوا كلهم ولم يعترض أحد، رغم أن الوضع الآن أسوأ ألف مرة من أيام علي عبدالله صالح!! التمديد يعني الاستمرار في ضرب الكهرباء، وتفجير أنابيب النفط.. التمديد يعني استمرار قطَّاع الطرق، والقتل اليومي، والدراجات النارية التي تقوم بالاغتيالات كل يوم..وصمت وزارة الداخلية تجاه الدماء التي تُسفك على مدار الساعة، دون أن تقوم هذه الوزارة بإصدار بيان أو القبض على واحد من كل هؤلاء القتلة..وقد نجحت الداخلية في جعلنا نعتاد على أخبار الموت المجاني الذي يتصدَّر عناوين الصحف.
التمديد يعني استمرار التطرف والإرهاب، والصراعات المذهبية والقتل الطائفي، وانتشار المليشيات القبلية والدينية، وزيادة مراكز تفريخ الإرهابيين..التمديد هو استمرار المسلسل الذي نعيشه كل يوم على كافة الصُّعد الاجتماعية والدينية والسياسية والأزمات المتوالية.
التمديد لن يخدم سوى أشخاص سيُتخمون أكثر على حساب جوع شعب أصبح الملايين فيه يعانون سوء التغذية..
وحين يعجزون عن فعل شيء سوى الأزمات والمصائب وانعدام الأمن وانتشار الموت والظلام، خلال عامين كاملين، فماذا عساهم أن يفعلوا خلال فترة التمديد سوى اغتنام كلِّ ما بوسعهم من الفُرص.. وهم بذلك يجهلون أنهم يهيئون الشعب لثورة ستجعلهم يتمنَّون أن أمهاتهم لم تلدهم.
كنا شعباً واحداً، فأصبحنا- بفضلهم- مكوِّنات وكيانات وحراكات وجبهات.. وكلٌّ منهم يشحذ سكِّينه ليقتطع أكبر قدر من الكعكة التي ستكون أشبه باحتفال لتقطيع أوصال هذا الوطن المنهك، الذي أصبح مهيئاً للقشَّة التي تقصم ظهره.