يوم الأربعاء اجتمعت حكومة باسندوة لتهاجم الصحافة للمرة الثالثة.. خرجت ببيان للناس تقول فيه إن وسائل إعلام، جهة معينة، تعيق أداء الحكومة.. وسائل إعلام تفتري وتكذب على الحكومة ورئيسها، وبذلك الكذب والافتراء حالت دون "قيام الحكومة بمهامها الوظيفية الكبرى"!
ولماذا وسائل إعلام جهة معينة فقط يا باسندوة؟ الصحف الحكومية يُكتب فيها عنك وعن حكومتك أوجع الكلام.. وفي الحقيقة وسائل إعلام كل الجهات تفضحكم من كلِّ جهة وجانب.
في اجتماع الأربعاء، اعترفت الحكومة عينها في تقريرها الأمني أن الأهداف التي خططت لإنجازها في الستة الأشهر يناير- يونيو 2013، لم تتحقق، لا أمن تحقق، ولا سيادة قانون، ولا أمان في الطرق، والمظاهر المسلحة تزدهر، والإرهاب يتصاعد، وتخريب الكهرباء والنفط وشبكة الاتصالات مستمر، ومعدلات الجرائم زادت عن العام الماضي بنسبة 30 في المائة.. هكذا تحدثت حكومة الربوع.
يوم الأربعاء استهدفت حياة رئيس تحرير صحيفة الهوية، وعدداً من زملائه وسط العاصمة بعبوة ناسفة، وقبل يوم الأربعاء كانت صحيفة "التغيير نت" تُحاكَم بناءً على شكوى من باسندوة ووزيرين.. وأمن إب ضرب صحفياً وصادر متعلقاته الشخصية لأنه كان يصور في الشارع.. وفي العاصمة أُحرقت مخازن صحيفتي الأولى والشارع، واعتداء على مراسلي قناة السعيدة.. ووسائل إعلام تظلم الحكومة.
يوم الأربعاء زعمت الحكومة أن وسائل إعلام تعيق "مهامها الوظيفية الكبرى"! بينما كان الإرهابيون يقتلون ثلاثة ضباط وجنود في حضرموت، والتدريبات مستمرة في معسكر تنظيم القاعدة بمديرية الدريهمي بالحديدة، الذي يديره عضو في الهيئة التنفيذية لحزب الإصلاح.. ويوم الاثنين قتل الإرهابيون 8 جنود في رضوم، ويوم الثلاثاء نهب قُطاع الطرق عبدالجبار هائل سعيد في إب، وخُطف منير هايل من تعز، وكله بسبب وسائل إعلام جهة معينة.
وسائل الإعلام، تسببت في خفض عائدات النفط، وزيادة المديونية الخارجية، وتراجع الاحتياطي النقدي.. وسائل إعلام لم تحصِّل الضرائب والموارد العامة وتودعها في البنك المركزي، مما اضطره إلى وقف النفقات التشغيلية للحكومة.
وسائل إعلام هي التي سمحت لوزير باسندوي بشراء 10 سيارات بـ 360 مليون ريال، وهذه الملعونة هي التي فلَّست بالحكومة، واضطرتها لرهن أصول شركة حكومية كبرى مقابل 60 مليار ريال.. وسائل إعلام جهة معينة هي التي ضغطت على مدير أمن تعز لكي يطلق سراح نهَّابة، وهي التي منعت الحكومة من القبض على قتلة الخطيب وأمان في العاصمة، والمذبوحين في عمران.