وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري، اكتشف مؤخراً أن جماعة الإخوان المنظمة في مصر سرقت ثورة يناير 2011، وأن الشباب صنعوا ثورة للحصول على تعليم وعمل ومستقبل، فنكبوا بحكومة إخوان فاسدة تحرمهم من كل ذلك، وأكثر!
وقلنا إن هذا الاكتشاف جاء متأخراً، لأن الولايات المتحدة كانت تعرف الجماعة جيداً، ودعمتها للوصول إلى الحكم، ثم انزعجت من خلع رئيس الجماعة محمد مرسي في ثورة 30 يونيو، وحرمت النظام الجديد من بعض المساعدات.
على أن الجماعة لم تسرق ثورة المصريين، وتسيطر على الرئاسة ومجلسي الشعب والشورى المزورين لأنها منظمة، بل لأنها تمتلك أموالاً هائلة قدرها المحامي ثروت الخرباوي القيادي الإخواني السابق بأربعين مليار دولار، ولأنها تجيد المكر والخداع والكذب والدعاية والغش والتزوير دنيا ودين.. منذ أكثر من عشر سنوات؛ بدأت الجماعة تتواصل مباشرة مع الأمريكيين والأوروبيين، وتقدم نفسها بأبهى صورة.. كانت تقول لهم سيكون حكمنا رشيداً، ولا مشكلة لنا مع الديمقراطية، ولا أن يكون رئيس الدولة مسيحياً حتى، وسنكون علمانيين في الحكم، ودعاة في المساجد، واستطاعت أن تخدع الشرق والغرب.. وخدعت الشعب المصري الذي تعاطف معها، ومنحها كثيراً من المصريون أصواتهم في الانتخابات، ولإتمام فوزها زورت البطاقات الانتخابية واشترت أصواتا بالمال.. وفازت، وبعد شهرين عرف المصريون أن وصول الجماعة إلى السلطة كان عاراً عليهم، فغسلوه.
حسبهم أنهم جربوا أكذوبة عمرها أكثر من ثمانين سنة، فخلال سنة واحدة افتضحت، ثم ذهبت الجماعة إلى غير رجعة، بل رجعت إلى أصلها بوصفها جماعة إرهابية، وهذا ما ينطق به واقع الحال اليوم في مصر، وفي آخر خبر أن الجماعة المنحلة دعت أعضاءها إلى دعم الجماعات الإرهابية مثل جماعة (أنصار بيت المقدس)، وهي جماعة إرهابية تشتغل في قتل الجنود والضباط، وتنفيذ الهجمات الإرهابية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، وهي واحدة فقط من الجماعات الإرهابية الكثيرة التي كبرت خلال سنة من حكم الإخوان، وصارت هي والإخوان اليوم في جبهة واحدة ضد مصر والمصريين.
الأمريكيون –كما يظهر من تصريح جون كيري- احتاجوا إلى وقت طويل لكي يصلوا إلى ذلك الاكتشاف، ويبدو أنهم سيحتاجون إلى وقت أطول ليكتشفوا أن الجماعة إرهابية، رغم أنها قد أزالت الحجاب الحاجز بينها وبين الإرهاب، وبينت أن الفارق بينها وبين الجماعات الإرهابية الصريحة، ليس فارقاً في النوعية، بل فارقاً في الدرجة والتوقيت.