فيصل الصوفي
شيع جثمان عبد الكريم جدبان بالعاصمة أمس، وفي تلك الأثناء اغتيل العقيد أحمد الجحدري مدير التدريب بكلية الشرطة، وخبيران عسكريان من روسيا البيضاء.. والحكومة تطلعنا أولا بأول عن أعداد الضحايا، ففي جلسة الأسبوع الماضي نقلت للمواطنين أن 250 ضابطا وجنديا من الدفاع والأمن استشهدوا في النصف الأول من عام الناس هذا.. والقوات الخاصة أحصت لنا 69 شهيدا، و325 جريحا من منتسبيها خلال العشرة الشهور الماضية.
كل هذا العدد الكثير من القتلى والجرحى خلال أشهر، ومن العسكريين فقط، كيف سمحت الحكومة بذلك؟ ومن قتلهم، وأين القتلة؟ هل نستبعد وجود أطراف متضامنة في السلطة وخارجها تقف وراء هذا القتل اليومي الذي يستهدف أفضل ما لدينا؟ تغتال ضباطا وجنودا ومدنيين لكي تتخلص مما يحول بينها وبين الانقضاض على الدولة في المستقبل، وقد سبق ذلك تفخيخ مؤسستي الجيش والشرطة بعناصر تضربهما من الداخل، وتسهل ضربهما من الخارج.
رئيس الجمهورية ذكر إأن الإرهابيين يغادروا هذي البلاد المطمئنة، إلى بلدان مضطربة مثل سوريا وليبيا، ووزارة الداخلية تحدثنا عن قتل وضبط يوميين، "قتلنا 12 من عناصر تنظيم القاعدة في المحفد، و13 في حضرموت، و4 في شبوة، ومسكنا بواحد في تعز، واثنين في عدن..." لكن ما علاقة هؤلاء باغتيال فلان، والهجوم على مكان؟ تعتقد الحكومة أن المواطنين يسرون بأخبار القتل، وأن التباهي بتوجيه طائرة تضرب الحاصل من الجو يبيض وجهها.. لا.. المواطنون يريدون رؤية القتلة الحقيقيين، من هم؟ ويريدون نهاية حاسمة لهذا القتل.
الحكومة تزعم أنها منكبة على البحث عن قتلة النائب جدبان، والذي حمَّل واحد من زملائه النواب حزب الإصلاح مسئولية هدر دمه، ويوم ثاني يغتال خبير التدريب بكلية الشرطة وسط العاصمة.. هذه الدوامة مستمرة منذ عامين، والنتيجة استمرار القتل بلا رؤية القتلة، تزعم ملاحقة قتلة سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية، فيقتل عمر بارشيد مدير كلية القيادة والأركان، تعزي باستشهاد العميد الردفاني قائد محور ثمود وتتوعد القتلة، ويوم ثاني تعزي أسرة لواء، تؤكد إصرارها على ملاحقة وضبط قتلة ضباط وجنود قاعدة الديلمي في العاصمة، وتسمح بقتل ضباط وجنود قاعدة العند في لحج، وهكذا.. فلا قاتل باليد، ولا متهم في النيابة، والقليل النادر من القتلة يحاكمون و"يطلعوا براءة"، ولو كثر الأمر سنتين أو عشر سنوات حبس، كما وقع للذين قتلوا وأصابوا نحو 300 جندي في ميدان السبعين.