حين يفشل الدين في ردع الناس كانت القبيلة والعيب أكبر رادع.. لأن من يؤمن بالله لن يقوم باختطاف امرأة أو طفل.. وحين تقول له "عيب" فإنه يتورَّع عن كل ما يريد فعله.. وكما يقال "سار من كل شي أحسنه"، حتى الخاطفون وقطَّاع الطرق الذين يفهمون في الأصول ساروا، وبقي الدنيئون الذين لا يؤثر فيهم دين ولا يخجلون من عيب.
عندما يتم اختطاف مراسلة قناة المسيرة من وسط العاصمة، فهذا يعني أن الأمان مفقود، وأن القبيلة انتهت، وأن العيب لم يعد شائعاً، وأن الناس لم يعودوا يخجلون، وأن على رئيس الجمهورية ألَّا يفكِّر بالتمديد.
لا أدري كيف يفكِّر هؤلاء الأغبياء حين يُقدمون على اختطاف امرأة!! وجوه ربَلْ، ودولة لا تخجل، ووزير داخلية مشغول بالتوقيع على تراخيص حمل السلاح، ومشغول بملاحقة الدراجات النارية هذه اليومين، معليهش، أول مرة يشتغل من أول يوم تعيَّن وزير.. أكيد قدو تاعب قوي، الله يعينه ويقوِّيه.
بالتأكيد لم تكن مراسلة قناة المسيرة في الشارع لوحدها، ولم يتم اختطافها في غفلة، ولا بد أن ذلك حدث على مرأى ومسمع.. هل أصبح الناس لا يشعرون بشيء؟
يعني ما عد الواحد يأمن على نفسه.. وكل واحد يخلي باله من لغاليغه، على قولة عادل إمام.. وما دام قد بيختطفوا النسوان من الشوارع عيدخلوا للرجال لا داخل البيوت، وقد الوقت شوعهْ قوي، تخرج من بيتك ويدخِّلوك بيت ثاني، وتسألهم أين أنا، يقولوا لك في بيت خالك.
مش عارف ليش وزير الداخلية متمسِّك بمنصبه، ومش عارف ما هو اللي شعَّب لرئيس الجمهورية يفتح موضوع التمديد وهو داري بالبير وغطاه؟