صباح الأمس استيقظت صنعاء على أصوات انفجارات، كأنه لا بد أن يبدأ اليمنيون صباحاتهم بالرعب الذي يشرق مع الشمس كل يوم، ويوحي بأن كل شيء قابل للانفجار.
بعد تفجير العرضي تم اقتحام مجمع وزارة الدفاع وإطلاق النار على المتواجدين بكل بساطة، وسقط الشهداء والجرحى من الجنود والضباط الذين أصبحوا مُستهدَفين بشكل يوجب التساؤل ومعرفة من يقف وراء كل هذا..
الرئيس هادي وعد ألَّا تتكرر جريمة السبعين، وكلُّ يوم تتكرر الجرائم، وكلُّ يوم تصدر البيانات المنددة.
ما حدث بالأمس ناتج عن خلية تتحكَّم في مفاصل البلاد بشكل سرطاني ينبغي الاعتراف به أولاً، وعدم الاستهتار بما يحدث لتهوين الأمر في أوساط الناس.. ويجب على الدولة أن تتوقف عن إطلاق التصريحات النارية وتشكيل اللجان التي لم تقدم أي تقرير يوحي بجدواها منذ جريمة السبعين وحتى اللحظة.
وزارة الدفاع هي الحصن الحصين للوطن والشعب، وحين يختل هذا الحصن تختل كلُّ مفاهيم الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، التي أصبحت حلماً عند اليمنيين، رغم أنها من أبسط حقوق الإنسان.. وإذا أصبحت وزارة الدفاع مهددة فأين نجد الأمان، وإلى أين نسند ظهورنا وآمالنا في حال التعرُّض لخطر أكبر.. وإذا قد بيت الله بيوطِّلْ أين عاد الكِنانْ!!
على رئيس الجمهورية أن يتعامل مع هذا الأمر بجدية تكون في مستوى الحدث.. جديَّة تصل إلى حدِّ تعليق القتلة والمجرمين على بوابة وزارة الدفاع، وهو قادر على هذا، إن وقفت كلُّ أجهزة الاستخبارات إلى جانبه.. أما إذا فشل الرئيس في الوصول إلى مرتكبي هذه الجريمة فأنصحه ألَّا يفكر في التمديد، فلم يبق بيننا وبين الانهيار سوى القليل.
رحم الله الشهداء وألهم أهلهم الصبر.