هناك من يجري الانفصال فيه مجرى الدم.. وهذا النوع يصعب إقناعه بفضيلة الوحدة وسوء التشظي..
· ولقد أدمن البعض احتساء عبارات الانفصال بصورة لا ينفع في علاجها سوى تغيير الدم لولا الخوف من أن يتم تغيير دم الانفصالي بدم انفصالي أكثر منه تشظياً.. ولهذا لزم التنوية والتحذير.
· ذات يوم كتب عبدالكريم الرازحي مقالاً قال فيه وفي وقت مبكر: أنا انبصالي.. وكان الرازحي يسخر من الذين يوصمون كل من له مطلب حقوقي بالانفصالية.. وهي إشارة إلى أن أبناء الشمال أبرياء من كل مظلمة لحقت بأبناء الجنوب.. وطالما عبروا عن رفضهم لكل مظلمة لإخوانهم الجنوبيين.. غير أن ما يحز في النفس أن إخوة أعزاء من الجنوب بالغوا وما يزالون في توجيه التهم بل والإساءات إلى كل ما هو شمالي..
· وفي الذي سبق من المواقف ما قد يبرر لدبلوماسي مثل عبدالوهاب طواف وهو يعلن عن إنشاء حراك شمالي كتعبير عن حالة الضيق من تحميل كل أبناء الشمال أخطاء نفر محدود من أبناء الشمال وأبناء الشمال وأبناء الجنوب أساءوا لليمن بجهاته الأصلية والفرعية..جنوبه وشماله.. شرقه وغربه.. ساحله وجباله.. وتعالوا نناقش الموضوع بهدوء وعجالة.
· سواء كانت حرب صيف 94 خطأ جسيماً أو مجرد دفاع عن وحدة اليمن من الردة .. فلقد قام بها يمنيون .. وكان أبناء الجنوب في مقدمة الذين قادوا الحرب ميدانياً ولسان حالهم في المعارك أهل الجنوب أدرى بشعابها..
· ومن هذه الحقيقة فإن من الظلم تحميل أبناء الشمال مسؤولية هذه الحرب إلا في إطار "كل نفس بما كسبت رهينة" وفي إطار كل شاة معلقة بأرجلها .. "ولا تزر وازرة وزر أخرى"!!
· القضية الأخرى: لقد قيل الكثير عن نهابة الشمال الذين غزو أراضي الجنوب واستولوا على بعض مؤسساته.. فضلاً عن ارتكاب أخطاء إدارية في حق المتقاعدين والمنقطعين.. ومثلت تفاصيل ما سمي بتقرير .. هلال باصرة.. عنوانا لتلك الأخطاء.. لكن بدلاً من توجيه اللوم والإدانة لمن شملهم التقرير -أسماء وتفاصيل– صار هناك متخصصون في تجريم كل أبناء الشمال الذين كانوا وما يزالون ضحايا السياسات الخاطئة لمسئولين من كل أنحاء اليمن بدون تحديد الأسماء ومناطق الميلاد.
· وعلاوة على ما تعرض ويتعرض له أبناء الشمال العاملون في المدن الجنوبية من مظاهر عدوانية من بعض المتطرفين الذين تحركهم النزعة الانفصالية غير السلمية.. ها نحن نشاهد مواقف حكومية كثيرة وكبيرة تسترضي الجنوب وهذا حق أبنائه، لولا عدم مرافقة ذلك أدنى اهتمام أو مساواة للمظلومين الشماليين حيث المنقطع لا يعود إلى عمله والمتقاعد قسرياً ممنوع من المراجعة، وهو ما يضاعف من إحساس قطاع واسع بالظلم وغياب المساواة بين أبناء الوطن الواحد.
ودائماً..لأي حديث بقية..!!