أكثر المشاركين في الهجوم الإرهابي على مجمع الدفاع سعوديون، ومن قبل كان من بين قتلى الضربات الجوية في أبين ومأرب وشبوة والبيضاء وصعدة والجوف، سعوديون.. وأمام المحكمة الجزائية في العاصمة أسماء إرهابيين سعوديين أمثال عبدالرحمن الشهري، وعلي ومحمد وعادل الصيعري، وعادل العتيبي، وخالد المطيري.. وعشرات آخرين قتلوا وهم يقاتلون إلى جانب أنصار الشريعة في أبين وشبوة، وإلى جانب السلفيين في صعدة.. ولا يكاد يخلو سجن في محافظة يمنية من إرهابيين سعوديين.. هذا فضلا عن إرهابيين من كل البلدان العربية، والمزيد منهم في طريقهم إلى بلادنا، ففي الأسبوعين الماضيين مثلا ألقت الشرطة الجزائرية على خلايا تجند إرهابيين، وترسلهم إلى اليمن.. ولأن أطرافاً سياسية وقبلية ودينية معروفة تضمن لهؤلاء الملاذ الآمن، صارت البلاد مزحومة بالإرهابيين الأجانب، فوق ما لدينا من المحليين.
لقد تحدانا هؤلاء في كل مكان، وأكبر إهانة لكرامتنا الوطنية في العرضي تلقيناها من إرهابيين أجانب، وهذه الإهانة الأخيرة تكفي الحكومة دافعا لتنتقل إلى مرحلة جديدة وجادة في مكافحة الإرهاب، وأن تكون حادثة العرضي بداية النهاية الحقيقية للإرهاب.
في العقد الأول من هذا القرن كان الإرهاب في السعودية أكبر تحدٍّ للحكومة هناك، والصفعات الكبرى التي تلقتها الحكومة كانت بداية نهاية تنظيم القاعدة.. في الأعوام 2003- 2006 نفذ الإرهابيون عمليات كبيرة في السعودية استهدفت مقرات سكنية في الرياض، ومنها الهجوم على مجمع المحيا السكني، ومجمع الخبر، والقنصلية الأمريكية في جدة، وعمليات أخرى في القصيم وينبع، واستخدموا نفس الأساليب والأدوات التي يستخدمونها عندنا، مثل سيارات شرطة مفخخة، ورداء الجيش، وصواريخ، وأحزمة ناسفة، ورشاشات وقنابل، وقتلوا مدنيين سعوديين وعربا وأجانب بنفس الوحشية التي رأيناها في عرضي صنعاء.
وكان ذلك دافعا قويا للحكومة السعودية لكي تستأصل الإرهابيين، وتكاد الآن تخلو من الإرهاب، لم تفاوض ولم تحاور، بل استخدمت العنف لقمع العنف.. وفي الأخير اضطر الإرهابيون السعوديون لنقل نشاطهم إلى اليمن لأنهم يحصلون فيها على ملاذ آمن، ويحصلون فيها على حماية ومعسكرات، خاصة بعد التبيع اليمني، إذ معروف أن كل البلدان العربية التي وصل فيه الإخوان إلى الحكم انتعشت فيه الجماعات الإرهابية بحكم أن هذه الجماعات هي بنت الإخوان.. لقد تكلم كثيرون وحذروا من معسكرات للإرهابيين في حضرموت وفي الحديدة وحجة، وفي الجوف التي يقال إن الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم على العرضي تدربوا فيه.