فيصل الصوفي
دخلوا عام 2014 محملين بنفس المسكوكات التي يبررون بها فشلهم الذي قاد إلى مزيد من التردي.. الثورة المضادة.. النظام السابق.. وفي الوقت نفسه نجد كل الثوريين ومقاولي الثورة، يعترفون أن المشكلة فيهم.. هذا باسندوة، وهو رئيس ما يسمى المجلس الوطني للثورة الشبابية الشعبية دعا مقاولي الثورة أمس إلى "ثورة شبابية جديدة عارمة" واعترافا منه بالفشل، قال لهم: "عليكم باختيار الأشخاص الجيدين الممثلين لكم"، دليل على أن منتجات الأولى كانت فاسدة.. والطريف أنه أكد لهم: " ثورة جديدة، وأنا معكم وفي صفكم"! يشتي يترأس حكومة الثورة العارمة الشبابية الجديدة. الثوريون ومقاولو الثورة يصيحون: نريد ثورة جديدة، ومطلوب جهات تمويل، فباسندوة خان شباب الثورة، المشترك خان الثورة، وزراء المشترك فاشلون.. وعبدالملك المخلافي وقيادات ناصرية ومشتركيه تنادي بثورة جديدة، لأن منتجات الأولى فاسدة وجاهلة، لدرجة أن وزارة المالية -ولأول مرة منذ حكومة 1962- لم تحسن إعداد موازنة، فهذا صخر الوجيه يقرأ البيان المالي لموازنة الدولة أمام مجلس النواب، وفي اليوم التالي يأتي ببيان بديل، لأن الأول محشو بأخطاء فاضحة. يعلقون الفشل في أعناق قوى يتوهمونها.. بينما توكل تنتقد الثورة، ومستشار علي محسن يلعن الثورة، وجبهة إنقاذ الثورة تلعن الثورة، والمجلس الوطني للثورة يلعن الثورة، ولا يوجد واحد من المشترك وشركائه، ومقاولي الثورة يقول إن تغييرا قد حدث إلى الأحسن، والفالح فيهم زعلان من النظام السابق لأنه ظل في أذهان الناس أفضل من الثوري.. طيب ما ذنبنا نحن؟ نحن قلنا ليست ثورة، بل أزمة وقذارة وتجارة، وأنتم قلتم ثورة والآن تلعنونها لأن منتجاتها فاسدة جاهلة. في حقيقة الأمر، لا ثورة مضادة، ولا نظام سابق.. ثم أنتم من النظام السابق حسبا ونسبا، والفارق هو أنكم أعجز وأفشل وأقبح ما تبقى منه.. فباعتراف الثوريين ومقاولي الثورة، والسابق واللاحق، اليمن اليوم أسوأ دولة من النواحي الأمنية والاقتصادية، وأخطر بيئة يترعرع فيها الإرهاب، والفساد، والطائفية، وأسوأ مكان للحريات، بمعرفة المواطنين والأحزاب ومقاولي الثورة، ومنظمات ودول العالم قاطبة. ممثلون عن مقاولي الثورة راحوا أمس للرئيس يقولون: مؤتمر الحوار جاء بفضل ثورتنا، فهات لنا، وافعل لنا، لأن الذين أرسوا المقاولة علينا خانوا، وخذلونا في مؤتمر الحوار.. ولأنه يدرك أن مؤتمر الحوار جاءت به الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي رفضها المقاولون، قال للمنتحلين: دعوكم من الأحقاد أولا.