عبدالمجيد التركي
قبل فترة هاجر الفنان أحمد الحبيشي إلى السعودية للبحث عن عمل.. وبعده هاجر الفنان عبدالرحمن الأخفش إلى أمريكا.. وقبل أيام سافر الفنان فؤاد الكبسي إلى قطر، لنفس السبب. كما هاجر أيضاً الشاعر محمد البذيجي، والشاعر طاهر المقرمي، والشاعر أسامة الذاري، والشاعر جلال الأحمدي، والكاتب الحسن الجلال إلى السعودية للعمل هناك، بعد أن ضاق بهم وطنهم.. وقبل أيام هاجر الشاعر أحمد السلامي إلى دُبي مُقرراً عدم العودة، لنفس السبب أيضاً.. وهاجرت الشاعرة فاطمة العشبي إلى بريطانيا هرباً من الأوضاع الأمنية والسياسية.. وقبل ذلك هاجر المفكِّر د. عمر عبدالعزيز إلى الشارقة.. وهاجر القاص عبدالناصر مجلي إلى أمريكا.. وهناك الكثير من الفنانين والشعراء يتحيَّنون أقرب فرصة لمغادرة هذا الوطن الذي صار أشبه بلعنة. هؤلاء الذين تحضرني أسماؤهم من الفنانين والشعراء، ولن أتطرَّق إلى العلماء والأطباء والطيارين والإعلاميين، لأن المجال لا يتَّسع لذكرهم جميعاً. أي شيء يبقى لدينا نفاخر به حين يخفت صوت الموسيقى والشعر، وتصبح سماؤنا فارغة من العصافير والقصائد، ويتحوَّل الفنان والشاعر اليمني إلى مجرد عاملٍ في محطة بترول أو سوبر ماركت؟ وأي مستقبل نرتجيه من هذه البلاد، وهي تشاهد خيرة علمائها وأطبائها ومهندسيها وفنانيها وشعرائها يهاجرون، دون أن يبادر أحد للنظر في أحوالهم وإصلاح أوضاعهم كمحاولة لإقناعهم بالبقاء؟ الدولة تداري اللصوص والقتلة، وتمنح مخربي النفط والكهرباء والخاطفين عشرات الملايين، فلماذا لا تداري هذه الكفاءات بالاعتراف بهم وإصلاح أوضاعهم، فهم لا يريدون أكثر من هذا.. وكأن الدولة- بقصد أو بدون قصد، بتغاضيها عن هجرة النخبة من أبنائها- تساهم في تصفية اليمن من العلم والشعر والفن والطب، لتبقى دولة محصورة على الأوباش والمتسلِّقين والجهلة!!