فيصل الصوفي
أشار العميد محمد طماح في حديثه لهذه الصحيفة قبل يومين، إلى ما يتم تداوله في الجنوب -وعلى نطاق واسع- عن وقوف حزب الإصلاح وراء كثير من العمليات التي استهدفت الجيش والأمن، وحدات وأفرادا.. ولاحظ أن الإصلاح لم يخسر كوادره في الجيش والأمن، وكل عمليات الاغتيال استهدفت آخرين، ومعنى هذا أن الإصلاح هو وراء الاغتيالات والمستفيد الوحيد منها.. والأمر مفهوم ما دام الإصلاح وحلفاؤه العسكريون يقفون وراء تنظيم "أنصار الشريعة"، إذ يجزم طماح أن هذا التنظيم كان واحداً من أدواتهم لإسقاط المدن في 2011، وضرب الجيش والأمن! تنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابي ظهر أول مرة بداية عام 2011، وتحدث من مخيمات المعتصمين بالعاصمة، عن مجلس أعلى للثورة بقيادة العلماء، ولكل مديرية في المجلس عضو واحد، وقد سارع إلى هناك الزنداني والمؤيد وصعتر وغيرهم، والأول انتقل إلى أرحب، ومعه أجهزة اتصالات متطورة.. وأعتقد أن هذا التنظيم عبارة عن تحالف عقد بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ورجال دين إصلاحيين هم سلفيون في الغالب، إلى جانب سلفيين أصل.. وأزعم أنهم سموا هذا التحالف "أنصار الشريعة" لسببين: الأول، لكي يتجنبوا الحرج، فهم لا يريدون العمل الإسلامي الجهادي تحت راية تنظيم القاعدة، لأن هذا أمر محرج بالنسبة لهم، والثاني تقديم الإرهابيين أنفسهم للمجتمع من خلال لافتة "أنصار الشريعة"، ليحظوا بقبول الناس، ظنا منهم أن الناس يؤيدون تطبيق الشريعة، ويرحبون بمن يناصر الشريعة. تدعم هذا الاعتقاد كثير من الشواهد، ومنها أن الذين تكون منهم تنظيم أنصار الشريعة قبل وأثناء حربهم وإسقاطهم مديريات لإقامة إمارة إسلامية في أبين، جاءوا من مختلف محافظات الجمهورية، ما يعني أن المتحالفين كانوا يحشدون من كل الأماكن التي توزعوا فيها لذات الهدف.. ومن الشواهد أيضا أن أنصار الشريعة فيه إصلاحيون، وفيه من أتباع الزنداني ومن جامعته تحديدا، ومن معهد دماج في صعدة، ودار الحديث في مأرب، ومعهد الإمام في معبر، ومراكز سلفية وإصلاحية أخرى، بينما كانت معظم القيادات العسكرية في التنظيم من قاعدة جزيرة العرب، وخاصة الأجانب، وفي مقدمتهم السعوديون.. ومن الشواهد أيضا ما يرد في ملفات النيابة وأحكام المحاكم، فمثلا خلية تتهمها النيابة بتجنيد إرهابيين في ساحة التغيير بصنعاء، وإرسالهم إلى أبين وشبوة، وأفراد الخلية تعرفهم من بيانات الإصلاح واللجان الثورية الإصلاحية، إذ يعتبرونهم شباب ثورة سلمية، وعملوا على الإفراج عن معظمهم.