فيصل الصوفي
المانحون أنذروا لليمن أكثر من 8 مليارات دولار، ولم يفوا بنذورهم، لأن المانحين لا يثقون بحكومة باسندوة التي يضرب الفساد أطنابه فيها من القتب إلى الذنب، ولأن هذه الحكومة لم تستطع تخصيص المنح في مشاريع، ولم تستطع إيجاد مناخ مناسب للعمل.. وفي ذات الوقت لم تستطع الاحتفاظ بما بين يديها، فهذا نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بالعاصمة يقول لوكالة أنباء الإمارات إن 181 شركة نقلت نشاطها من اليمن إلى الخارج، وهذه الشركات يزيد رأسمالها عن 7 مليارات دولار، و90 في المائة من رأس المال هذا يملكه يمنيون! فشلت حكومة باسندوة في تسلم أكثر من 8 مليارات دولار خصصها المانحون للشعب، وزادت طردت من السوق 7 مليارات دولار، وإلى جانب هذه الخسارة، فقدت أكثر من 52 مليار ريال في قطاع الكهرباء، و14 مليار دولار في قطاع النفط، لأن مفجري أنابيب النفط، وخابطي الكهرباء، أصبحوا -في عهد هذه الحكومة العاجزة- على ما يشاءون قادرين، وبعد أن كان تفجير أنابيب النفط مهنة خالصة لأفراد معدودين ومعروفين بالاسم والعنوان في مأرب، استهلت الحكومة العام الجديد بأخبار مفجري النفط في حضرموت. باسندوة، وبعض وزرائه يحسنون شيئا واحدا، هو التبرير.. يبررون فشلهم بالأكاذيب، ويتوهمون متآمرين لا وجود لهم، بينما هم من الفشل والعجز والهوان بما لا يحتاج إلى متآمر قوي، أو حتى ضعيف. حكومة تضعف أجهزة الأمن، وتسمح بتفخيخها بالإرهابيين، ولما ينكبوها، تتحدث عن مؤامرة، لتبرر سوء تصرفاتها.. تعجز عن تقديم الخدمات للمواطنين، ولما يخرجوا للاحتجاج، تقول: أصلا هذه الاحتجاجات وراءها ثورة مضادة ونظام سابق، يريدون إرباكنا.. وهي تعلم أن المحتجين لن يضحوا بمصالحهم من أجل أي واحد ما دامت أمورهم جيدة، ولا يستطيع أحد دفعهم للاحتجاج على مظالم هم يرون أنها غير موجودة.. ثم هل هذه الاحتجاجات لم تكن موجودة أيام حكومات المؤتمر؟ ومن حسن حظ الفاشلين في هذا الزمان، أن لديهم من يدافع عن فشلهم دفاعا مخزيا.. وأكثرهم حياء، يقول للناس: صحيح الحكومة فشلت، لكن يجب أن تفهموا أن هذه حكومة تغيير، والنظام السابق –أصلا- يقاوم التغيير! وحقا هي حكومة تغيير، ففي السابق كان الفاسد المفتضح يحاكم أو يستبدل بغيره، واليوم في ظل حكومة التغيير هذه يعين باسندوة ووزير المالية مديرين محكوما عليهما قضائيا في العهد السابق بعد إدانتهم بجرائم فساد.