عبدالكريم الرازحي
من خلال متابعتي للحوارات والمقابلات التي تجريها القنوات الفضائية اليمنية مع بعض الشخصيات الحزبية والسياسية لفت انتباهي هذا الأسبوع ثلاث شخصيات ناطقة باسم العهد الثوري الجديد. لكن القاسم المشترك الذي يجمع بين هذه الشخصيات الناطقة هو إيمانها أن اليمن يتقدم بثبات نحو مستقبل واعد بالرخاء والعطاء. قال الناطق الأول: إن مؤتمر الحوار نجح نجاحاً ساحقاً ومدوياً، وإن العالم كله قد اعترف بهذا النجاح الذي تحقق. وقال إن يمن ما بعد الحوار غير يمن ما قبل الحوار، وإن هناك تقدماً قد حدث، والكل يرى ويلمس هذا التقدم باستثناء قلة من الموتورين والحاقدين الذين تضررت مصالحهم. قال الناطق الثاني: إن اليمنيين يسيرون اليوم بخطى حثيثة وسريعة نحو المستقبل. وعندما عارضه أحدهم وقال له بأننا نتراجع ونهرول إلى الخلف. رد الناطق عليه رداً ثورياً وحاسماً وقال له إن التقدم حقيقة ثورية وحتمية، وإن أعداء التقدم وأعداء الثورة هم وحدهم من ينكر هذا التقدم ويستخف به. أما الناطق الثالث فقال بنبرة فيها تهديد: إن للثورة ذاكرة وإن القوى الثورية تعرف بالاسم كل هؤلاء الذين يعرقلون تقدم اليمن ويقفون في وجه رياح التغيير. وعندها ارتعدت فرائصي خوفاً من أن يذكر حماري ويشير إليه بالاسم. ذلك بأن حماري يقول كلاماً عكس كلام هؤلاء الناطقين الثوريين التقدميين، وعكس أولئك الرجعيين الذين يقولون كلاماً عكس كلامهم. هؤلاء يقولون إن التقدم حتمي وإن اليمنيين اليوم في حالة تقدم، وأولئك يقولون إننا في حالة تراجع وفي حالة هرولة إلى الخلف. فيما يقول حماري إن المرحلة التي تمر بها اليمن اليوم هي مرحلة ما بعد الهرولة.