عبدالله الصعفاني *
بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها مجاميع شباب وبنات حملة "إنقاذ" احذر أن تقول لمن معك في البيت: أنا نازل ثم تسكت، وإنما أكمل عبارتك قائلاً: أنا نازل أشتري دجاجة الجمعة.. * ولم تكن حالة الرعاب التي أصابت الحكومة إلا امتداداً لرعاب أحزاب اللقاء المشترك التي سارعت بخفة لعقد اجتماع "استثنائي"، وصفت فيه الدعوات لإسقاط الحكومة الفاسدة بأنها دعوات مشبوهة، بل ودعت لمؤازرة الحكومة.. والأمر يذكر بردود أفعالها على وسائل الإعلام كلما مارست حقها في نقد الكوارث، وفقاً للقانون.. * حتى المؤتمر الشعبي كرر إعلان براءته من حملة "أنا نازل" وكأنه ما يزال "طالع"، فيما الحقيقة أن وزراءه في حكومة باسندوة لم يعودوا يمتلكون في مواقف المناصفة غير مصالحهم، بدليل كل هذا الإقصاء الذي يشتركون فيه تقرباً من مراكز قوى المعارضة السابقة.. ومن الواضح أن شباب حملة إنقاذ لم يستوعبوا أن الشارع في اليمن لا يتحرك إلا بغطاء حزبي وحامل سياسي.. * فات الشباب والبنات- وهم يتحدثون عن مسمَّى إنقاذ وطن من حكومته- أن المرحلة الاتفاقية تقضي بوجوب ثنائية الإهدار المادي والمعنوي خدمة للهدف الكبير المتمثل في تعقيد حياة اليمنيين.. * هل هناك أغرب من اتفاق كل الأطراف على أننا أمام أفشل حكومة، واتفاقهم في نفس الوقت على الدفاع عنها ضد كل "نازل" إرضاء لجماعة "طالع"؟ إنها حالة منهكة أن يعيش فخامة الرئيس متفرجاً على الوضع وهو الذي انتخبه الشعب اليمني بالإجماع.. * أما أكبر خدمة للفوضى والعبث وتمزيق البلاد فهي أن ترى الفساد والفشل والمواجهات تتفرج بزعم أننا أمام حكومة وفاق، مع أن الوفاق المطلوب هو الوفاق على حكومة كفاءات وليس حكومة لصناعة الأزمات.. * ما حاول شباب إنقاذ عمله لم يكن مخالفاً للدستور ولا للقانون ولا لشظايا الربيع المزعوم، فكيف هي أحوال ونتائج هذه البقرة المقدسة المسماة حكومة.. حكومة مقطوعة الصلة بما يحدث في الجنوب.. حكومة مقطوعة الصلة بما يحدث في الشمال، والشرق والغرب.. * حكومة ميزانية بدون أهداف واضحة.. حكومة انحسار فرص العمل وتعطُّل قطاع المقاولات.. حكومة الفرجة على قطع الطريق والكهرباء وتفجير أنبوب النفط وعشرات الوحدات الاقتصادية الفاشلة.. حكومة زيادة ملايين الفقراء والجائعين.. حكومة انفلات أمني تعرَّض فيه القضاء نفسه إلى 57 حالة اعتداء على قضاة.. وقبل وبعد ذالك لا وجود لنوايا حقيقية لإجراء أي إصلاحات مالية وإدارية لعشرات بل مئات الوحدات الحكومية الفاشلة.. وهو ما يصادر أي أمل عند المانحين والناخبين.