فكري قاسم
من طريقة الابتهاج المُتشفية والغبية التي ظهر عليها أشياع الحوثي بعد طرد السلفيين من دماج، شعرت– وأتمنى أن أكون مخطئا بشعوري ذاك– أننا سنكون أمام صنم جديد، وهذه المرة صنم لم يقطع بطاقته الشخصية من مصلحة الأحوال المدنية، شأنه بذلك شأن كل اليمنيين، بل قطعها من بيت رسول الله. واحنا الصدق الصدق ، مافيناش حيل نقوم- على آخر العمر- نتناطح لنا إحنا وعصابة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم . اليمنيون مواطنون عاديون في الغالب، يعني من فين ندبر لنا نبي "يقع لنا"عشان يدخلونا في الـ CD حقهم ، والا حتى "يكشحونا" في الـDVD حق بني هاشم، أحسن ما نرقد في الشارع.. لا نبي يقع لنا، ولا معانا سيف "علي" نحانك به الجهال، مثلا. هذا جور والله . ثم إنني لا أنتقد "الحوثي" لغرض النقد، كما سيعتقد بعض من عبدة الأصنام. شخصيا أنا أحترم مثابرته وشجاعة أنصاره، لكنني كمواطن يمني متمدن، أطمح – فقط – من خلال رسائلي هذه لأن أزور صعدة ذات يوم مثلا، وأجد إخواننا من أبناء الطائفة اليهودية وقد عادوا إلى منازلهم، وأصبح لهم مكان خاص يقيمون فيه عباداتهم بسلام، ومن دون أي انتقاص، فهؤلاء يمنيون ولا دخل لهم بحادثة تسميم الشاه. أريد أن أزور "دماج" ذات وقت قريب، وأجدها قد تحولت - بفضل ما يمكن اعتباره حنكة مشروع الحوثي- إلى جامعة تدرس بوعي وضمير علوم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بمصاحبة مواد علمية أخرى كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء. ويمكن أن أطمح أكثر وأتمنى لو أنني أجد أحد شوارع مدينة صعدة وقد أصبحت في وقت قريب باسم أحد رموز الفكر السلفي المعتدل في اليمن. فهؤلاء أيضا هم يمنيون وكتاب الله وسنة رسوله مش حق أبو حد. كما وأن الإسلام الحنيف مفردة مقدسة، وتعني السلام والمحبة والتسامح والتعايش والبناء والسمو فوق الصغائر. أريد – ومثلي يمنيون كثر- أن نسمع – مثلا بأن عبدالملك الحوثي حصل على دعم من إيران أو حتى من أم الجن وبنى به – في صعدة - معهدا فنيا وتقنيا من شأنه أن يساعد – على الأقل - أشياعه الذين دفعتهم البطالة والفراغ من محافظات مختلفة للالتحاق به. ولابد أن الأخ عبدالملك الحوثي سمع من قبل عن "رفيق الحريري". هذا الرجل الفذ كان صاحب مشروع وطني، ومش هو "مُدكن" إذ استغل علاقته بالسعودية وعمَّر لبنان. وفي اليمن لدينا نموذج سيئ للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – رحمه الله – وأولاده معا.. إذ استغل هؤلاء " المُدكنين" علاقتهم بالمملكة لتعمير البنادق فوق اليمنيين! وإنه لا يليق برجل - بات كثير من اليمنيين ينظرون إليه بإعجاب- أن يكرر مع إيران نفس النموذج الغبي والهين والرخيص الذي انتهجه عديد مشائخ مع المملكة، وورثوا لليمن ولليمنيين كثيرا من العاهات، وتاريخا من الإهانات. يستطيع الحوثي عبدالملك – متكئا على انتصاراته – أن يكون نسخة طبق الأصل من ذلك النوع من اليمنيين الذين أرخصوا بلادهم وشعبهم مقابل سموهم الشخصي، والأمر سهل ولا يتطلب جهد مضنيا. لكنه يوما ما – قريب – سيتحول من بطل شعبي، إلى بطل شيعي، وهذا بحد ذاته كفيل بأن يجعل منه – وأشياعه- مادة جيدة للتندر والتفكه والضحك . ومثلما سخر اليمنيون من "صالح " و"محسن" و"صندقة حميد " ومن " أسد السنة حسين" ومن "الزنداني" وغيرهم من العُميان، سيسخرون – لا محالة - من عضلات "عبده الحوثي" ومن آل بيت جد الأخ "عبده الحوثي". (يتبع غدا) [email protected]