اليمن اليوم

عبدالله الصعفاني
بين وقت وآخر يهرش المواطن رأسه ويشد أذنيه محاولاً البحث عن أسماء كبيرة تستحق وصف "القدوة" للشباب والناشئة. • ماذا يفعل المواطن في هذا البلد إذا أراد أن يكون في حياته قدوة جديرة بالتقليد والمحاكاة - وحتى الاصطفاف معه - إنه في حالة بحث مضنٍ عن مسئول "إكس لارج" يوفي باستحقاقات المسئولية.. حالة بحث عن حزب سياسي يجسد نبض الوطن والشعب.. يبحث عن علماء ودعاة لا يبتغون بما يصدر عنهم من مواقف سوى وجه الله الكريم . • مع شديد الحرقة والأسف، نحن أمام قوائم أسماء قيادة وسياسة وتوجيه يتضخم فيها المبنى والجسم ويغيب المعنى والاسم.. ولذلك فالناس تائهون.. لا يمتلكون إجابة على حيرتهم فكيف بالإجابة على أسئلة غيرهم..؟ • ما الذي يحدث؟ هل يعقل أن وطن الإيمان والحكمة في حالة عقم أم أن الأمر مجرد فترة انحطاط تاريخي واعدة بزوال وسائل منع الحمل الوطني وعذراً..؟! • لا تلوموا أفراد الشعب.. لا تسيئوا إليهم.. تجنبوا توزيع مسئولية إخفاق أصحاب القرار فلطالما صرخوا.. نشتي دولة.. وسنسلم السلاح.. نشتي دولة وسنصفق لتنفيذ شرع الله أو قوانين مخلوقاته ممن وصلوا إلى طاولة الحكومة وكراسي البرلمان ومقاعد صناعة القرار .. • اليمن منذ عقود طويلة يعاني من حالة احتباس حراري.. والشعب يصرخ من داخل حلل الضغط.. لكن صفارات هذه الحلل تحول دون وصول صوته، أو أن في أسماع من أوكل لهم مهمات إدارة شؤونه خليط من الوقر والطين والعجين. • متى يقيض الله لليمن مسؤولون حكوميون يرفعون شعار "سأبدأ بنفسي.. هذا برنامجي.. من يصطف معي" ثم ينطلق بواقعية وثقة.. وإحساس عال بالزمن.. حينها ستبرز الفروق بين الأبيض والأسود.. الصدق والفجور.. اليد النظيفة واليد الملوثة.. الأمانة والخيانة. • ما هذه القيادات الحزبية التي لا يسلم حتى أنصارها من التناقض الصارخ بين ما تقول وما تفعل.. بين الشعار وبين التطبيق.. بين لغو الديمقراطية والسلوك المستبد؟ •لا حول ولا قوة إلا بالله حتى العلماء والدعاة انقسموا على دكاكين الأحزاب السياسية.. ومع أن الله واحد والقرآن واحد صاروا بحاجة لميثاق شرف يوقعونه كأي مكونات سياسية احتربت بعد أن وترت علاقتها الأطماع وميكافيلية الغاية تبرر الوسيلة.. وما تكسب به العب به . • أما لو عرفنا أن الموالاة البليدة صارت أهم شروط الوظيفة العامة فليس أقل من الاعتراف بعبثية الاستمرار في البحث عن الماء والخضرة في وادٍ غير ذي زرع.