عبدالله الصعفاني
دونما نفاق.. استمعنا أمس إلى كلام حلو على مدار برنامج الاحتفاء باختتام الحوار.. لكن تأكيد الرئيس هادي على أن أي رؤى تغيير جديدة يجب أن تراعي متطلبات الواقع هي توجيه من فخامته لأن نكون واقعيين، كل واحد من طرفه، ونتوقف عن التقلُّب في كل هذه الأشكال من البرع الشعبي.
• وأبجديات الواقعية تقول لنا بأنه ما مليح إلا وحمى، وما زبيبه إلا وفيها عودي- يستثنى من ذلك الزبيب الصيني- فلقد اتفق الجميع على أن القضية الجنوبية وقضية صعدة هما القضيتان الأبرز، فما الذي يلفت النظر في مهرجان الأمس بمعلَّقاته البلاغية الجميلة؟
• كان الحراك الجنوبي ممثلاً برفاق البديل رقم 4 لرئيس فريق الحراك، فيما كان القائد الانفصالي علي سالم البيض قد سبق اختتام الحوار بإعلان الكفاح الحراكي المسلح الذي صعَّد من عملياته في قتل واختطاف جنود دولة الوحدة، وسط إغلاق أكثر من ثلاثمائة محل لمواطنين شماليين، في سياق عمليات الانتهاكات والتهجير.. هذا في تفاصيل الحالة الجنوبية فكيف هو حال قضية صعدة بعد تهجير دماج "الاختيار قسري"؟
• انسحب مكوِّن أنصار الله الحوثيين من الجلسة الختامية ولم يحضروا الحفل الختامي، ليس فقط اعتراضاً على بعض المخرجات، وإنما انزعاجاً من مؤتمر الحوار وموقف الحكومة ومؤتمر الحوار من اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين، ومن قبله الدكتور عبدالكريم جدبان..
• هذا الحال الذي غاب فيه التيار الحراكي المسلح، وغاب فيه مكون أنصار الله، أكد أن تعقيدات البداية هي نفسها تعقيدات الختام بالنسبة للقضيتين.
• هذا الحال دفع فضولي المهني لتحريك جهاز الريموت كنترول، متنقلاً بين القنوات الفضائية المحلية.. الجميع ينقل فعاليات الحفل الختامي ما عدا الذراع الإعلامي للحراك المسلح والذراع الإعلامي لأنصار الله..
• رئيس الجمهورية، رئيس مؤتمر الحوار الوطني، يلقي كلمته.. فيما قناة المسيرة تبث برنامجاً للطبخ تشرح فيه الأخت مقدمة البرنامج طريقة تحضير بنت صحن مختلفة يتوسطها طبقة من الدقة والبيض.
• أما قناة عدن لايف فتعرض برنامجاً عن السجين الفلسطيني سامر العيساوي، صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ داخل سجون العدو الصهيوني.. وربما هي الصدفة فقط جمعت بين برنامج يشرح طريقة تحضير وجبة، واضح أنها لذيذة وبالهناء والشفاء، وبين برنامج يسهب في الحديث عن معركة الأمعاء الخاوية للسجين الفلسطيني سامر العيساوي.
• وفي تفاصيل ما نقله البث المباشر لاحتفائية اختتام مؤتمر الحوار ما هو جدير بالتعليق.. لكن الشرح يطول، والحيز الفراغي للنافذة محدود وبما تقدم من ملاحظات مشغول. وعلى رأي ابن ذمار المشاغب سام الغباري "إلى لقاء يتجدد".