اليمن اليوم

فيصل الصوفي
لجنة الأقاليم ستنظر في إقليمين: شمالي وجنوبي وفي ستة أقاليم: أربعة في الشمال واثنين في الجنوب، وستنظر في ما بينهما، والخيار المتوافق عليه لا خيار غيره، وخيرة الله.. هكذا يقال بينما المسألة قد حسمها الرئيس هادي، ولجنة (نجمني ونجمي الأسد) عليها التفاصيل لو ابترعت سابر! عقد الرئيس لقاءات مع ممثلي أربع محافظات ثم أربع، وهذا في الجنوب، وفي الشمال مع ممثلي محافظات ستتكون منها أربعة أقاليم مع تفاوت عدد المحافظات التي سيتكون منها الإقليم الواحد، وواضح أن الأقاليم ستكون من مثنى وثلاث ورباع، إذاً هي ستة أقاليم، وقضي الأمر. .وباقي على اللجنة مناقشة التفاصيل، وسيتعين على أعضائها أن (يبترعوا سابر) ويفصلوا الأمور تمام، ولا ندري كيف سيفصلون ويصممون كل إقليم من الأقاليم الستة من النواحي الإدارية والاقتصادية والعلاقات بين الأقاليم، ولكننا نستطيع أن ندري من الآن كيف سيكون عليه الحال بعد سنتين أو ثلاث إذا لم (يبترعوا سابر). مواطنو الإقليم الشرقي بدأوا من الآن منع دخول القات المنقول من أقاليم الشمال إلى أسواق ولايات إقليمهم، وهذه واحدة من الظواهر التي ترى اليوم، والأقاليم لم تزل مجرد كلام واجتماعات ولجنة، فماذا سيحدث في المستقبل إذا لم (يبترعوا سابر)! حروب إقليمية من شتى الصنوف.. إقليم سيمنع دخول القات والثاني سيرد بمنع استيراد الأسماك والأحياء البحرية.. إقليم سيحظر دخول البلح، والثاني سيرد بحظر استيراد العنب من باب المعاملة بالمثل، وسيكثر المهربون طبعاً، وحكومة الإقليم العدني قد تمتنع عن تكرير نفط الإقليم السبئي إذا لم تقم حكومة الإقليم السبئي بتسليم قتلة الشابين أمان والخطيب، وسيرد السبئي بحظر القات الضالعي واليافعي، هذه بعض الحروب الصغيرة التي بدأت من الإقليم الشرقي قبل أن تصبح الولايات المتحدة اليمنية حقيقة على الأرض، لذلك (ابترعوا سابر) وعلى الشيخ أن يدقق النظر نحوهم لكي (يبترعوا سابر).. وعلى ذكر الشابين المغدور بهما أمان والخطيب ينبغي أن لا تصبح مظلمتهما مشكلة إقليمية في قادم الأيام، تكفي المدة الطويلة التي مضت، القتلة معروفون ومن يحميهم معروف، فلا هي قضية غامضة ولا هي اغتيال سياسي وراءه جهة مجهولة.. فلم هذا العجز؟ أفضل ما سمعته عن فوائد التقسيم الإقليمي هو القضاء على الجريمة والإرهاب، وتراكم الموارد فوق الحد.. تقولوا كيف هذا با يكون؟ دعونا الآن ننهي مظلمة الشابين أمان والخطيب وعاد باقي معانا بقية دولة؟ قبل أن يتسبب في حرب إقليمية في ظل فناء الدولة.