قبل ثلاث سنوات تقريباً، عندما كان تنظيم القاعدة الإرهابي، وتابعته جماعة أنصار الشريعة، يقيمون مهرجانات علنية في بعض مناطق أبين التي سيطروا عليها جراء إضعاف الدولة، ثم ما حدث لمؤسساتها من عدوان، وانقسام جراء الأزمة السياسية، حينها كان سياسيون ومحللون سياسيون وخبراء قاعدة في حزب الإصلاح، يقولون: لقد التحم تنظيم القاعدة بالجماهير اليوم، ومن الآن سيعمل بين المواطنين في العلن، ومن أجل المواطنين.
ولم يلتحم بالجماهير، ولم يعمل من أجل المواطنين، بل ذبحهم، ولا يزال يذبح ويخرب، كما لم يعمل في العلن إلا عندما انخرط في ساحات التغيير وميادين الحرية الثورية السلمية جداً، ولم يندمج في صفوف الجماهير، بل اندمج في صفوف حزب الإصلاح.. وصار حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة وتابعاته من المجموعات الإرهابية، كتلة واحدة متحالفة متضامنة، وأصبح هذا الأمر واضحاً اليوم.. وهذا ليس غريباً، لأن هؤلاء تجمعهم أيديولوجية دينية واحدة، هي حصيلة تزاوج الثقافة الإخوانية والوهابية والسلفية الجهادية أو التكفيرية.
وليس في هذا الكلام جديد، والأمر لا يقتصر على هؤلاء في اليمن.. ففي مصر تجد الإخوان وجماعات إرهابية مثل أنصار بيت المقدس، وجماعة أجناد مصر، وتنظيم القاعدة، والجماعة الإسلامية، وغيرها من المجموعات الإرهابية، قد صاروا تحالفاً واحداً، هو نفسه الذي يطلقون عليه التحالف من أجل الشرعية، أو من أجل شرعية مرسي.. وفي ليبيا، الإخوان، وكتائبهم المسلحة مثل كتيبة 17 فبراير، وغرفة عمليات ثوار ليبيا، وسرايا راف الله السحاتي، حلفاء مع تنظيم القاعدة وتفريعاته مثل جماعة أنصار الشريعة المدرجة في القائمة الأمريكية وقوائم دول أخرى للإرهاب، وهذا الحلف موجود في السلطة، ومسئول في الوقت نفسه عن قتل مواطنين وضباط وسياسيين، وخطف وقتل سفراء، وعرقلة بناء الدولة.. وفي سوريا تجد الإخوان بجماعاتهم المسلحة مثل الجبهة الإسلامية، وكتائب جيش الشام، ومعهم جماعات سلفية إرهابية مثل جبهة النصرة، وداعش، وهما من جماعات القاعدة، إضافة إلى لواء الإسلام، وغيرها تحالفاً واحداً.
والتحالف بين الإخوان وهذه الجماعات لا يتوقف عند بلد ما أو داخل حدودها، بل يمتد عبر الأقطار، فالقرضاوي يفتي عبر الحدود، وهيئة علماء الزنداني تنصح عبر الحدود.. الإصلاح وحلفاؤه في اليمن يناصرون الإخوان وحلفاءهم في مصر، والأخوان وحلفاءهم في سوريا.. والإخوان وحلفاؤهم في ليبيا يدعمون نظراءهم في سوريا بالمال والسلاح، وهكذا.. وتجد في اليمن، كما في سوريا، كما في ليبيا، الإرهابي اليمني إلى جانب السعودي، وإلى جانبهما المصري، والليبي والجزائري، وهلم جرَّا.