سيكتب مؤرخو اللحظة ومؤرخو الكتب أن الحكومة التاسعة في عهد الجمهورية اليمنية هي الحكومة الأغرب وأن فيها من الخصائص ما يؤهل أخبارها أن تكون الخبر الظريف قبل الإعادة لما جاء في مقدمتها..
هي حكومة وفاق لكن رئيسها العم محمد باسندوة أنكر مسؤوليته عن تشكيلها، بل ووصفها بحكومة الأعداء حتى صار على المراقب وهو يتحدث عنها أن يسميها حكومة وفاق الأعداء أو أعداء الوفاق وفقاً للتوصيف الأخير لرئيسها.
هي حكومة محاصصة، لكن كل طرف يتنكر لحصته فيها، فكما أن المؤتمريين غير راضين بالمرة عنها ويرون أن اختيار نصيبهم فيها تم بليل وخارج التفاهم الشامل؛ يذهب الإصلاح بعيداً فينكر أنه يتحكم بمفاصلها.. فهو يقول مثلاً أن نصف الحكومة من المؤتمر الشعبي بينما ليس له فيها سوى ثلاث حقائب.. لكن الإصلاح يقاتل سياسياً وإعلامياً لبقاء هذه الحكومة وبصورة تثير السؤال، وما الذي يغريكم على الدفاع عن أفشل الحكومات إذا لم يكن لكم فيها النصيب الأوفر من التأثير والتمكين..؟
عندما فاض الكيل وزاد الحمل على كاهل الشعب رأينا الجميع يتنصل داخل البرلمان عن دعمها حتى أننا شاهدنا سلطان البركاني « مؤتمر « وزيد الشامي « إصلاح « يشيرون بأصابع أيديهم وأقدامهم إلى ما يعتورها من الداء. وفي نفس الوقت ينتهي الاجتماع الساخن بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية إلى قرار..اعطِ لحبيبك الفاشل فرصة ولو أسبوع.
حكومة عاجزة اختارتها الأطياف السياسية ثم ضربت كفاً بكف للتخلص مما علق بالأيدي من سوء اختيارها.. ودعتها الكتل إلى تحت القبة ثم قالت لرئيس الحكومة وطاقمه غادروا فنحن فقط إنما نتجمّل.. اذهبوا واعقدوا اجتماعاً استثنائياً في مبناكم المجاور ولا بأس أن يتمخض الاستثنائي فيلد « لجنة « وكأن البلاد ناقصة لجان.
وما لم تحدث مفاجأة وتستجيب الحكومة لما طلبه مجلس النواب فإن المؤشرات تقول بأن الحكومة ستمن على النواب أنها حضرت إليه رغم أنه وفقاً لما يتسرب من الحكومة ليس سوى برلمان « إكس باير « يعني انتهت صلاحية استخدامه وبالتالي فليس عليه سوى الموافقة على الاتفاقيات والقروض أو يصمت عن الكلام المباح.
هذا الحال يضع استفهامات من نوع كيف سيكون حال ما بعد انتهاء مهلة الأسبوع إذا لم تف الحكومة بما طلبه منها البرلمان..؟ وما هي الوجوه التي سيظهرها لنا البرلمان بعد كل هذه الأدوار التي يتنقل فيها بين دور أسد السجّادة وبين نعامة الأفلام العلمية الوثائقية؟· لسنا كمواطنين مستعجلين على الإجابة بعد أن جمعنا بين قبول الطوابير ليلاً وصباحاً وبين اتساع الصدور لمشاهدة جلسة لمجلس النواب بعد شهرين من انعقادها كما حدث عصر أمس في بث قناة اليمن لجلسة يوم 1/4/2014 !
فعلاً.. الوقت من طين.!!