هناك من يشكك في جدوى الحرب الدائرة مع الإرهابيين، ويدعم بيانات تنظيم القاعدة التي يقول فيها إن خسائره البشرية معدومة.. بينما مصادر عسكرية وأمنية، ومسئولون كبار يتحدثون عن هزيمة حقيقية تحيق بالإرهابيين.. خبير يذكر أن عدد قتلى القاعدة في شبوة وأبين وسيئون لا يزيد عن 15 إرهابيا.. بينما محافظ أبين قدر عدد القتلى بأكثر من 110 خلال الثلث الأول فقط من مايو.. ولو أضفنا إلى ذلك من قتلوا في شبوة والبيضاء ومأرب وأرحب والعاصمة، لن يقل العدد عن 200، حسب تصريحات المسئولين أو المصادر المسئولة التي ترد فيها أرقام، وهذا غير التصريحات»المسئولة» التي تكون فيها الأعداد مبهمة مثل: مقتل العشرات.. مقتل عدد منهم.. وتدمير سيارات للإرهابيين بقصف مدفعي، وبضربات جوية، دون ذكر عدد، ومصير ركابها.
وإلى أن يصدر تقييم لهذه المعركة، يجلي الحقيقة، نستطيع القول- ونحن مطمئنين- أن الأرقام التي تهون من خسائر القاعدة، ليست صحيحة، فهناك على الأقل 40 إرهابيا من جنسيات عربية وأجنبية صرعوا خلال شهر مايو، وهم معروفون بالاسم، فكيف يستقيم القول إن من صرعوا في شبوة وأبين وسيئون 15 فقط، حسب ما نسب لعبدالرزاق الجمل؟.. في شبوة قتل على الأقل 50 إرهابيا في مواجهات عزان، وجول الريدة، والنقبة، والصعيد، وقرن السوداء، وفي البيضاء تأكد مقتل 6 إرهابيين عندما كمنوا للمحافظ، وقائد المنطقة العسكرية السابعة، وفي حضرموت صرع 10 إرهابيين في هجوم سيئون بينهم ثلاثة سعوديين تم التعرف عليهم، وفي مأرب قتل 9 إرهابيين في وادي عبيدة بضربتين جويتين، إحداهما بطائرة دون طيار، وفي العاصمة وأرحب قتل 10 على الأقل من بينهم وائل الوائلي، وحسن عبادة، وعبدالخالق الكبسي، يحيى سنهوب، وصالح التيس، فضلا عن الذين اعتقلوا في تلك المناطق.. الإرهاب يهزم.
تنظيم القاعدة، لا يعترف دائما بخسائره البشرية، يضاف إلى هذا أنه في هذا الوقت مشتت ومرتبك، ومطارد، وليس بمقدوره إحصاء عدد قتلاه، ولو كان قد أحصاهم فلا يمكنه الإعلان عن ذلك في هذا الوقت، حفظا لمعنويات عناصره، وحرصا على التهوين من شأن هذه المعركة، التي يدرك عدم رضا أطراف عنها، رغم أنها معركة وطنية شريفة مع عدو يستخدم كل الأساليب والأدوات المحرمة والمجرمة.. القتل، والغدر، والعدوان، والسرقة، والسطو المسلح، والتدمير.. وكل ما حرم ربي.. فما الشيء الذي لم يستخدمه بعد، لكي يعترف الزنداني وحزبه أن هذه المعركة وطنية وشريفة؟.