«الوحش»هكذا كان يُدعى. كان بطلاً جمهوريًا فذًا، وهو صاحب شعار «الجمهورية أو الموت»،وقد حمل تلك الصرخة حينما لم يستطع تحمل مشهد انهيار حلم دولة النظام الجمهوريأمام عينيه، لكنه سرعان ما أصبح أحد ضحايا التسويات (الجمهوملكية). حين تمت تصفيتههو وبعض من زملائه الجمهوريين .
محمدمهيوب سيف الشهير بالوحش. هذا هو اسمه، ولد سنة 1942 في قرية النباهنة"قدس" وهو من أسرة فلاحية بسيطة، درس في كتاب القرية قبل أن يصطحبهوالده معه للدراسة في السعودية، ثم عاد للعمل والدراسة في مدينة عدن بسبب الظروفالاقتصادية الصعبة التي عانت منها أسرته.
كان ضمن أوائل المتطوعين في الدفاع عن الثورةوالجمهورية، الحرس الوطني، وزعته القوات المصرية على أول دفعة مظلات، وكان أول منقفز بمظلته في (ج.ع.ي) عام 1963م، أخذ دورة تدريبية في سلاح الصاعقة، والتحقبالكلية الحربية وحصل على رتبة ملازم أول، ثم عين قائداً لجناح المستجدين في سلاحالمظلات، وأسس أول فرقة انتحارية حقق معها أهم الانتصارات الجمهورية على الملكيينإبان حصار السبعين، والتي كان هو أحد أبطالها الحقيقيين. لكنه غُيّب وأُهمل تماماكما غيب وأهمل مشروع الجمهورية الذي دافع عنه .
لميكن البطل "محمد مهيوب الوحش" يعرف أن رصاصة ستأتيه من الخلف أو أنتاريخ استشهاده في 1/11/1968م، سيصيرنسياً منسياً، وهو الذي دافع عن الجمهورية .. الجمهورية التي ذهبت لاحقا الى أولئكالذين حاولوا إجهاضها في البدء ثم أصبحوا مُلاكها . كما ولم يكن "الوحش"يدرك أن التسويات «الجمهوملكية»، ليست سوى ارتداد مستتر ونكوص عن مشروع الجمهوريةودولة النظام والقانون، والعودة بها مجدداً إلى حضيرة الملكية، لذا فضل الموتوالشهادة كإسقاط حقيقي لشعاره الذي ظل يردده دائماً (الجمهورية أو الموت).
الوحش، كغيره من أولئك الثوار الحقيقيين الذين أصبحوا الآنمجرد ذكرى حزينة.. أو مجرد شخص عابر مر بدمه وقلبه ووعيه على الثورة والجمهورية فيحين أن كثيرًا من أولئك الذين مروا عليها بجيوبهم فقط هم الذين جنوا خيراتها فحسب.