ليس لصالح صالح، بالضرورة، أن تسلّم على عهده، بقدر ما هي إدانة صادقةللحالة الهستيرية الحاكمة، بتصدعاتها وبدائلها الكارثية التي تثير لاإراديا هاجسالمقارنة بين العهدين، حتى فيما يتعلق بك، كصاحب رأي، ومن المعارضين الأحرار،الذين كان نظام صالح يسميهم ثواراً، فيما يسميهم الحاكمون الجدد شواذاً من أحفادقوم لوط.!! ليس لصالحه أن تبصق في وجه سدنته القدامى وتنابله الذين كانوا يؤلهونهبالأمس، ويفسدون بحدود تحت مظلته، وكانوا يبصقون في وجهك عندما كنت تمارس حقك في انتقاده..كما يشيطنونه اليوم ويفسدون بلا حدود، ويبصقون في وجهك بوقاحة عندما تمارس حقك فيانتقادهم، أو حتى الإفصاح عن هاجس المقارنة.! لست آسفا على شيء، باستثناء الشهداء،فرغم كل شيء لم تكن الحالة مثالية، فرحبنا بالثورة من أجل الجميع، قبل أن تصبحكارثة على الجميع ، كنا نريد أفضل من نظام صالح، ومن حقنا أن نطالب بالأفضل، لا أننطالب كما نفعل الآن بالقليل القليل مما كان متوفراً أصلاً، في عهد صالح من أبسطمقومات العيش وأساسيات الحياة.! كنا في عهد صالح نطالب برفع الضمان الاجتماعي،واليوم نخاف من قطع مرتبات الموظفين، كنا نناقش قضية البطالة واليوم نطالب بتأمينالمؤسسات العامة، كنا نطالب بتوسيع الخدمات الكهربائية واليوم بتوفير وقودللمصابيح الزيتية، كنا نطالب بتنمية المجتمع واليوم نطالب بتوفير دولة، كنا نريدرفع مستوى الرفاهية واليوم نطالب بحد معقول للكرامة.. الخ الخ.!! سلام الله حتىعلى الوالي العثماني، فما يحدث اليوم فشل غير مسبوق، وبجاحة غير مسبوقة، وماأتمناه هو أن ينجح الرئيس هادي في تجنيب البلاد مزيدا من التردي والتآكلوالانهيار، والمفاصلة المسئولة مع تلك العناصر التسلطية الانتهازية الفاسدة التيكانت قد أفشلت نظام صالح، فتوجهت بكل شبقها وسعارها لإفشال النظام الجديد.. لتتأزمالبلاد كما لم يحدث من قبل، وبشكل غير معهود ولا معقول..!!