محاولة انقلاب عسكري حاول مواطنون مدنيون القيام بها يوم الأربعاء،وذلك عن طريق إسقاط العاصمة بطوابير سيارات أمام محطات البترول، والديزل، والغاز، وإحراق إطارات وسط الشوارع، وإعاقة حركة السير فيها لتسهيل حركة العملية الانقلابية، ومحاصرة بيت الرئيس في الستين الذي كان مغلقا أصلا، ولكن الله سلم، إذ كان الرئيس في القصر الجمهوري حينها، يوقع على قرارات تعديل الحكومة التي حولت المدنيين إلى انقلابيين.. والأرجح أن وراء محاولة الانقلاب العسكري هذه الثورة المضادة لبقايا النظام الذين كانوا يطوبرون ويثورون أمام المحطات الوقود، ويتذمرون
في الشوارع، وما يرجح ذلك أن بعض هؤلاء المطوبرين والمخرقين كانوا يصيحون»سلام الله على عفاش»! وآخرين كانوا في اليوم الأول في جلسة مقيل في بيت الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي سلطان البركاني، الذي لم يعد مقيله موجودا ولا مفتوحا، منذ فتح الأطباء قلب صاحبه شفاه الله.
وكيفما قلبت الأمور، ستجد أن ما حدث كان محاولة انقلاب طابوري طوابيري عسكري، قام بها مدنيون هذه المرة، تحت غطاء البحث عن نور الكهرباء، والبترول، والديزل، والغاز، بينما الكهرباء منورة أربع وعشرين ساعة، والبترول يسيل منذ أربعة أشهر في الشوارع من كثرته، والديزل يصيح هل من مشتر، ودبب الغاز تتدحرج وتعرض نفسها عند كل باب.
محاولة انقلاب عسكري قام بها مدنيون في الشوارع، بلا أسلحة، بل أحجار وأدخنة، وطوابير على غاز دبته في السوق السوداء متوافرة بخمسة آلاف ريال فقط، ودبة ديزل متوافرة في سوق علي محسن بستة آلاف ريال فقط، ودبة بترول متوافرة في السوق السوداء بخمسة ألاف ريال فقط.. يعني كل شيء متوافر، وبعد هذه الأدلة كلها، فماذا يبقى للعقل السليطي لكي لا يقول هو انقلاب، وما يبقى لأتعس مخ في اليمن لكي لا يفهم أن الموضوع فيه «إن».. محاولة انقلاب عسكري قام بها مدنيون.. و الأرجح أن كل هؤلاء الانقلابيين عفاشيون، والدليل الكبير الضخم أنهم كانوا يقولون:»سلام الله على
عفاش».. ولكن الله لطف وقدر وستر، فكل هؤلاء الانقلابيين العفاشيين لم يفلحوا، وتم إخماد محاولتهم الانقلابية بثلاثة أشياء: القنابل المسيلة للدموع، وإغلاق قناة اليمن اليوم الفضائية، وتوفير المشتقات النفطية على عجل، مع ترك خابطي الكهرباء يتعبوا من الخبط، لأن الظلام لم يكن دافعا في يوم من الأيام لانقلاب عسكري يقوم به مدنيون، يعيقون تحركهم في الشوارع تحت ضوء الشمس!