اليمن اليوم

أمس كتبنا في هذا المكان عن الفضيحة الكبيرة التي سجلت لأول مرة في تاريخ التربية والتعليم، وهي قيام وزارة التربية بإلغاء اختبار طلاب قسمي الثانوية العامة في مادتي الجبر والهندسة ، والجغرافيا، في كل محافظات الجمهورية، بسبب تسرب الأسئلة إلى الطلاب قبل بدء الاختبار يوم الثلاثاء.. ومساء أمس غنى المغني : إرحبي يا جنازة إلى فوق الميت .. حيث أعلنت الوزارة عن إلغاء اختبارات خمس مواد أخرى هي: التفاضل والتكامل، التاريخ، اللغة العربية، الكيمياء، والأحياء، والسبب هو نفس السبب.. أسئلة تلك المواد سربت.. مادتان، ثم خمس، يعني سبع مواد سربت أسئلتها، ووصلت إلى الطلاب قبل مواعيد الاختبار، ووزير التربية يكتفي بالقول: « تم إحالة المتسببين في قضية تسريب الأسئلة إلى النيابة»، وإذا كان المسربون قد أحيلوا إلى النيابية بهذه السرعة، فمعنى ذلك أن الوزارة قد كشفتهم خلال أربع وعشرين ساعة، وبذلك تكون أسرع في الإنجاز من شرطة «سكوتلانديارد» !، فعلى من تضحكون؟ لكن سنحسن الظن، وسنقول هذه تحسب لوزير التربية والتعليم الأشول، ولكن لماذا لم يسارع إلى تقديم استقالته بعد هذه الفضائح الكبيرة التي تكر مثل حبوب مسبحته؟ أسئلة سبع مواد لاختبارات نهاية المرحلة الثانوية بأقسامها العلمي والأدبي والإنجليزي، تسرب تباعا، والمسألة فيها لجنة عليا، ولجان فرعية، ومطبعة سرية، وسرب طائرات، ولجان، وتحريز، ووزارة تواصل «الأخونة» ضرب أطنابها فيها منذ سنتين ونصف، ألا تكفي كل هذه الأسباب والفضائح لإقالة الوزير، أو أن يبادر إلى الاستقالة، أو يطلب حزبه تغييره واستبداله بغيره؟ لن يحدث شيء من ذلك، لأننا في زمن الأخونة، والفساد، وباسندوة، والفشل، وقلة الحياء. سبع مواد لطلاب نهاية المرحلة الثانوية، تسرب أسئلتها، وتؤجل مواعيد اختباراتها في عموم البلاد.. لخبطوا الجداول، وزيدوا النفقات، و أربكوا الطلاب الذين رتبوا أمورهم للاختبار، وبعد هذا كله تختصر الفضيحة بعبارة واحدة مشكوك في مصداقيته:»تم إحالة المسربين إلى النيابة».. طيب، هؤلاء المسربين، من جاء بهم، ومن مسئول عنهم، وكيف، ومن سمح لهم بذلك، أكل هؤلاء لا يتحملون أي مسئولية؟ كان يتعين أن يسبقوا المسربين المباشرين إلى النيابة العامة، هذا لو افترضنا وجود متهمين وتحقيق وإحالة إلى النيابة، وهو افتراض مشكوك فيه، لأن معرفة ما حدث ومن أحدث، بهذه السرعة أمر صعب، إلا إذا كانت الشئون القانونية في وزارة التربية لديها أجهزة وخبراء مثل الذين لدى شرطة «سكوتلانديارد» !