اليمن اليوم

مازلت حتى الآن من الذين إذا جاء من يناقشهم حول ما يدور داخل الشبكة العنكبوتية في شقها اليمني يقولون: الحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من عباده..
• ومازال طقس الكتابة عندي هو طقس الأوراق والأحبار .. اكتب بالقلم الأسود وقبل أن يهاجمني الملل أسارع إلى القلم الأخضر ثم الأزرق والأحمر وهكذا .. يعني كائن ورقي الهوى ..ربما لأن روائح حوار النت وطلعات الفيسبوك وغيره تبقى من النوع الذي يجعل كل من يتعاطى الحرف شديد الشبه بنافخ الكير أو على الأقل ممن يمتلئ بغباره إلى ما هنالك من معاني " من قارب الكير يحرق " .. فاللهم أجعلنا من حاملي المسك أو على الأقل من أتباع شاعرنا التقليدي القديم الذي قال: مداد المحابر طيب الرجال .
• هل في ساحة الإعلام الالكتروني من ينكر أن حوارات النت وسجالاته تفتقد غالباً للمنطق ومبادئ الحوار السليم وتسيء إلى المعلومة والرأي والرأي الآخر وكثيرها لا يحترم الحقيقة ويقدر عقول الناس فهل من سبيل لتجنب الكذب الذي ما أن يصر عليه أحدنا حتى يكتب عند الله كذاباً ؟
• صحيح أن هناك من يديرون حواراً راقياً ويستمعون للرأي الآخر برحابة صدر ويناقشون بالحجة والمنطق لكن ..الغثاء كثير ويسيء إلى قيم الإخاء والمحبة والصدق بل ويسيء إلى الشق الإيجابي في الإعلام الالكتروني الذي أتاح الفرصة لكل الناس أن يصبحوا إعلاميين وفقاً لحظوظهم وقدرتهم على خلق التأثير والانتشار.
• أسوأ ما في الإعلام الالكتروني أن من يديرون معاركه يبقون خارج إطار أي مسئولية قانونية بسبب عدم تنظيمه ،ما يغري الكثيرين على خوض نقاشاتهم بصورة تتجاوز الهياج والإثارة إلى الإهانة والتجريح والتشريح لتبقى المسئولية فقط أخلاقية .. وكثيراً ما تغيب هذه المسئولية مع غياب الضوابط القانونية .
• وكان يمكن التقليل من أهمية انزلاقات ومنعرجات وخطايا إعلام الكتروني بلا ضابط بمبرر أننا ما نزال في اليمن نرزح بنسبة كبيرة تحت كابوس أمية القراءة والكتابة ما قد يعني التأثير المحدود على السواد الأعظم ،غير أن بقية وسائل الإعلام وفي المقدمة القنوات الفضائية تتسابق إلى نشر كثير من الإفك الإلكتروني بصورة لها مالها من التأثير على مواضيع الساعة والساحة.