في حين بقي رئيس الجمهورية حائراً في تسمية رئيس الوزراء، كان الكثير يصرخون في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات المدونات، وكأنهم حاولوا إيصال صوتهم لعلَّه يسمعهم، كانوا يقترحون عليه اسم الدكتورة أمة العليم السوسوة. تمت تسمية بن مبارك، وفي اليوم التالي تم الاعتراض عليه، وتم إزهاق 51 روحاً، وأكثر من مائة جريح في ميدان التحرير.. وأمس الأول تمت تسمية خالد بحاح، والناس بين مؤيِّد ومتذمِّر، وهناك من هو صامت لا يعنيه اسم رئيس الحكومة بقدر ما يعنيه أن يعيش بسلام، وجميعهم يتمنّون أن تمر الأمور بخير. الذين اقترحوا اسم الدكتورة أمة العليم السوسوة يعرفون أن الحروب وسفك الدماء وإزهاق الأرواح وإقلاق السكينة العامة، والعبث بمقدرات الدولة، وضرب أبراج الكهرباء، وأنابيب النفط، والتقطُّعات، كلها ثقافة ذكورية تسيطر على كلِّ مفاصل الدولة والمجتمع.. فلو كانت النساء تحكم اليمن لكان هادئاً وهانئاً، كما كان حين حكَمت أروى بنت أحمد الصليحي، وبالتأكيد لو حكمت اليمن امرأة، وصار نصيب النساء في حقائب الوزارات ومقاعد البرلمان أكثر من الرجال لتحسَّن الحال ولعمَّ الأمن والاستقرار.. فالنساء لا يمكن أن يقمن بمجازر بشعة كالتي يرتكبها الرجال على مر التاريخ. الرجال عاجزون عن إدارة شئون البيت، لذلك يوكلون هذه المسألة إلى زوجاتهم، والكثير منهم يستلم راتبه ويعطيه لزوجته لتقوم بتدبير مصاريف الشهر كاملاً، لعلمه أنها أكثر تدبيراً وحكمة منه.. والكثيرون أيضاً لم يعودوا يجدون الوقت لتربية الأولاد ومتابعتهم دراسياً والمذاكرة لهم، فتقوم الأمهات بكلِّ هذا.. وحين تكون المرأة قادرة على إدارة بيت وتمشية مصاريف الشهر كاملاً بالمرتب فهي قادرة على إدارة وزارة أو مؤسسة.