من المستفيد من الدماء التي تناثرت على ثرى مدينة عدن الخميس الماضي؟ ومن هو الذي أراد أن يوجه رسالته الأساسية لكل الأطراف دفعةً واحدة؟
الكثير يتحدثون عن توجيه التهمة للإصلاح كحزب .. لكن الحقيقة أنّ المستفيد الوحيد مما حدث ويحدث هم "الإخوان المسلمون" كتنظيم يتصل بكيانه الممتد لبقية الدول العربية المتحركة وفق رمال المصلحة المشتركة .. وليس الإصلاح كحزب ينضوي بداخله الكثير من البسطاء البيادق المغلوبين على أمرهم والمغرر بهم، دون أن يدركوا الفواجع الخفيّة التي تحملها أجندة التنظيم الموبوء .
الإخوان المسلمون يتحركون وفق أجندة محلية عربية إقليمية ترمي للوصول إلى الحكم بكل الطرق .. وذاك حقهم إن كانوا يحترمون ويقبلون بوجود الآخر ومشاركته للعملية السياسية بطريقة ناضجة .. بل يوجهون رسائلهم باستمرار من الأعلى للأسفل وليس العكس إلا ما ندر حين يرون أهمية ذلك .
لهذا ما حدث في عدن بيوم الحادي والعشرين من فبراير الجاري هو رسالة واحدة فقط من رسائل الإخوان كتنظيم للرئيس عبد ربه منصور هادي .. وكأنهم يقولون له: نحن هنا في عقر دارك، ولسنا متواجدين فقط في الشمال، حيث تزهو بكرسي الحكم .. بل نحن قادرون على قلب الطاولة عليك من خلالك .. كما قلبناها بـ 1994م ومن خلالك أيضاً .. وسنستمر بإذكاء فواجع رسائلنا القادمة وتحت يافطة اسمك، سواء توافقت رسائلنا مع تطلعاتك أو عارضتهَا رؤاكَ التي لا يقف خلفها سوى بعض وفاق محلي مختلّ في عُراه .. وبعض وفاق عربي وعالمي يسقط في لحظة ببراثن المصالح المشتركة بيننا وبينهم .
حتى الخبثاء الذين يتحدثون عن إصرار واندفاع ودعم حميد الأحمر لإقامة احتفالية عدن لصالح رئيس الجمهورية، إنما يأتي بسبب قيام شباب الحراك الجنوبي بإحراق صنمية صورة والده الشيخ عبدالله الأحمر قبل فترة .. كل ذلك يمضي في إطار تخطيط محكم تديره السلطة الخفية المتمكنة في دهاليز كهنة الإخوان المسلمين، لتنفيذ ما يصبون إليه، وتهيئة كل الظروف الممكنة وغير الممكنة لإحراق ما تبقّى من وجود توافقي لرئيس الجمهورية .
إذن وحدهم الإخوان المسلمون من يتربصون ويتوعدون وينفذون .. ووحده الرئيس عبد ربه الخاسر الأكبر.