نسمع بين الحين والآخر عن طائراتٍ دون طيار تقصف أبين تارةً، وتارة تقصف رداع، وثالثة تقصف قيفة.. نسمع كلَّ هذا بأعصابٍ باردة دون أن نرى طابوراً صغيراً يقف احتجاجاً على ما يحدث من قتلٍ وتدميرٍ بأيادٍ أمريكية.. وكأننا عاجزون عن معالجة أمورنا بأنفسنا وإدارة شئوننا التي تُدار من داخل السفارة الأمريكية التي صارت أشبه ببيت أبيض يمني..
المنظمات الحقوقية تغضُّ الطَّرف في مواضعَ لا يجوز لها غضُّه، كما غضَّت الطَّرف عن جرحى الثورة الذين انتُهِكَت آدميتهم أمام رئاسة الوزراء، ولم تصدُر عنها وقفة بحجم الحقوق التي تتحدث عنها وتتسوَّل باسمها..
لم نكن نسمع عن طائرات دون طيار كثيراً، حتى أتت هذه الحكومة وجعلتنا نعتاد على هذا الأمر الذي كنا نراه مرعباً وخطيراً وينذر بكارثة تجعل الناس يرفعون شعار "لا للتدخل في الشأن المحلِّي".. لكن كما يُقال: من اعتاد على السمّ شربه.
يُحسبُ هذا لحكومة الوفاق التي عمَّت بركاتها على الشعب الذي لا يزال يمرُّ بأزمة بقائه تحت هذه الحكومة التي يبدو أن الشعب لن يجني سوى الويل والثبور، وتضاعف المقابر، وسنحطم الرقم القياسي في ضحايا الاغتيالات بالدراجات النارية والسيارات المفخخة وكاتم الصوت، وشحنات الأسلحة التي تأتي من دول إسلامية لفاعلي الخير الذين يريدون لهذا الشعب كلَّ خير ورفعة وتقدُّم.