إيران خالية شغل .... لا معها مشاكل مع النووي ولا هي غارقة في سوريا ولا تهتم لوضع حزب الله ولا الأهواز شاغلين لها .... فااااااضية ومتفرغة لشحن مسدسات وقنابل باتجاه اليمن، بحثا عن مشاكل تخرجها من حالة الملل والسكينة التي تعيشها، وتكسر أو "تملح" السلم الاجتماعي وشهر العسل بينها والعالم. والمصدر الأمني اليمني الرفيع يمنحها ذلك بكل بساطة.
أنا لا أنفي التهمة عن أبناء كسرى ولا أثبتها ولا علاقة لي بعمرو بن العاص ولا أبي موسى الأشعري، ولكني أستغرب من لهفة السلطة اليمنية والجهات الأمنية بالذات على "أيرنة" أي شحنة سلاح تمر في عرض البحر، والكشف اليومي عن خلايا تجسسية تعمل لصالح إيران وإلصاق أي مكروه يصيب أو يوشك على إصابة اليمن بالفرس.
ذكروني بالرحلة التاريخية لسيف بن ذي يزن إلى القسطنطينية والمدائن، لكن ما الهدف من كل هذا الهيجان غير المبرر على كل ما هو إيراني أو له علاقة بإيران حتى السجاجيد الإيرانية تتعرض لإقصاء لصالح السجاجيد التركية بحجة الأجود والأرطب ومهند ولميس .
ما علينا ... المهم إذا كانت السلطات اليمنية تعتقد أنها بهكذا سلوك سترضي طرفاً خارجياً معيناً فهي غلطانة بالعودة إلى قوله تعالى "لن ترضى عنك اليهود......" وإذا كان ولا بد فيجب على دولتنا (الحمشة) قوي أن تطلب من هؤلاء ثمنا محترما عن كل اتهام ،على الأقل نخرج بفائدة مهما كانت بسيطة.
أما إذا كانت هذه الحملة مجرد رسائل قوية اللهجة موجهة إلى طرف داخلي معين فستكون غلطانة وستين غلطانة، لأن هذا الطرف الداخلي أصبح واقعا ورقما صعباً في المعادلة السياسية والقوى الحية في اليمن ولم يعد يجدي معه مثل هذه الرسائل البدائية.
يعني ... المطلوب من المصدر الأمني الرفيع أن يكون صادقا مع الشعب اليمني وأن يتبع اتهاماته سواء لإيران أو تركيا أو بوريكانافاسو بما يثبت هذه الاتهامات ويسندها بتحرك على أرض الواقع، كأن يستدعي السفير أو يبعثوا برسالة احتجاج شديدة اللهجة أو حتى يقطعوا العلاقات الدبلوماسية .. هذه حياة بشر ياعمنا المصدر الأمني الرفيع.