يقول رئيس الجمهورية "إن مستقبل اليمن مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بنجاح مؤتمر الحوار الوطني"..
هذا الكلام يبدو كبيراً بالنسبة لمواطنٍ مثلي لا يعرف دهاليز السياسة وخباياها، ولا يعرف ما يدور في كواليسها.. لكن هل من المعقول أن مستقبل اليمن بأكمله مرتبطٌ بنجاح الحوار؟
وهل نجاح الحوار من عدَمه خطيرٌ إلى هذه الدرجة.. يبدو ذلك، فهناك من يتكهَّن باندلاع حروب أهلية في حال فَشِلَ الحوار.. لكني أعتقد أن بيد الدولة إنجاحه وتجنيب اليمن ويلات وعواقب ما بعد فشل الحوار.
هل سيضمن نجاح الحوار بناء دولة مدنية يتساوى فيها جميع المواطنين أمام القانون.. وهل سيضمن وجود مناهج دراسية حقيقية تُعنى ببناء الإنسان أولاً بدلاً من تحفيظه وتلقينه.. وهل سيضمن خلوَّ المنابر من كلِّ الأدعياء والمنادين باسم أحزابهم ومذاهبهم.. فلا يُمكن أن تقوم قائمة للدولة المدنية ما لم يتم تنظيف المساجد والمدارس، لأنها الأساس، فبناء الإنسان هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح لبناء دولة مدنية.
هل ستخلو صنعاء من المعسكرات، وتخلو من المسلَّحين الذين يمشون بأمان تحت سمع وبصر الجهات المختصة، وتخلو من السيارات المكتظة بالمرافقين!!
هل سيؤدي نجاح الحوار إلى التزام كافة الأطراف السياسية بالنتائج المترتِّبة على ذلك.. ففي الأول والأخير لا يهمنا سوى استقرار الوطن.. وهذا سيتحقق حين يتجه الجميع بروح واحدة لخدمة هذا الوطن وبنائه بعد أن أرهقوه بنزاعاتهم وخصوماتهم، ويتوقَّفون عن كلِّ ما كانوا يفعلونه، وينظرون بعين المحبة لأجل هذا الوطن!!