يقولون: اليوم العالمي للمرأة، ظناً أنهم بذكرى هذا اليوم سيؤدون حقوق المرأة وسيغيرون نظرة الواقع للمرأة! لا تزال تلك النظرة قائمة على مر العصور، هل الحل بأيدي المنظمات أو أي من الجهات الأخرى التي تحاول أن تعيد كرامة المرأة وتغير النظرة العقيمة لها، أم أن الحل يكمن في المرأة ونظرتها لنفسها؟ تخصيص يوم في السنة ليس حلاً، بل هو اعترافٌ لدوام الظلم على المرأة، أكثر منه محاولة لاسترداد حقوقها! إذن من هي المرأة حتى يحاول العالم أن يجعل لها يوماً؟ كيوم الشجرة ويوم الطفل ويوم الكتاب ...ووووو... المرأة هي كائن حي، إنسان له مطلق الحرية في الحياة والعيش ، لا يستطيع أحد أن يفرض عليها أحكاماً، تخصها وحدها دون الرجل، ولكن العالم على الرغم مما وصل إليه من تكنولوجيا لا يزال يرى المرأة كائناً ناقصاً مسلوب الحقوق، إلاّ أن أوروبا والعالم المتقدم قد تجاوز هذه المرحلة، التي تبنت نظرية أرسطو، والتي انتقصت من قدر المرأة ككائن يفكر ويعقل وله كامل الحقوق ، فأرسطو كان يقنن ما كان عليه المجتمع اليوناني من كراهية للمرأة، ونظرة سوداوية، فهي لا تصلح حتى لممارسة الفضائل الأخلاقية أو شغل أي منصب اجتماعي، فهي لا تصلح إلا للإنجاب ، وفي الجهة المقابلة المجتمعات الشرقية- في مصر تحديدا- في الحضارة الفرعونية، أذهلت المرأة الكاتب اليوناني هيرودوت لمشاركتها الرجل في جميع مناحي الحياة، وهذا ما كان ظاهرا في النقوش الفرعونية، حيث كانت تشارك الرجل وتخرج معه للحقل والاجتماعات، ويقول تيودور الصقلي: إنها كانت تنال من السلطة والتكريم أكثر مما كان يناله الملك، هذا ما كانت عليه في الشرق الفرعوني، أما الفارسي فكان يتصرف بالمرأة كما يتصرف بسلعة يمتلكها، بل كان يحق له أن يحكم عليها بالموت. ما الذي جعل المرأة في هذه المجتمعات أقل قدراً وقيمة من الرجل؟ رغم أن البداية البشرية كانت بينهما شراكة وتكاملاً في بيئة ابتداء في اكتشافها، وتسخيرها للحياة معاً.