هناك من لا يعجبه أن نتحدث عن إيران أو تركيا، حين يكون هذا الحديث كمحاولة لفهم ما يجري بخصوص شحنات الأسلحة.. كأنه بالضرورة أن نتَّهم هاتين الدولتين بأنهما تريدان الشر بإرسالهما شحنات أسلحة لليمن.
من غير المعقول أن ترسل دولة شحنة أسلحة دون أيِّ طلب.. ومن غير المعقول ألَّا تكون شحنة الأسلحة موَّجهة لشخصٍ معيَّن سيقوم بمطابقة المواصفات ليقوم بالتوقيع على استلامها.
قد تكون إيران أو تركيا تضمران الشر لليمن.. لكن من غير المعقول أن ترسل أية دولة منهما شحنة أسلحة عشوائية ليس هناك أحد بانتظارها، وليس هناك كشف بأسماء معيَّنة سيتم توزيع الأسلحة عليها وتحديد نصيب كل شخص، هذا في حال كانت الأسلحة مرسلة لجماعة معيَّنة بهدف التخريب.. لكن حين تكون مُرسلة بغرض التجارة فلا شك أن هناك تجاراً دفعوا ثمنها وحددوا مواصفاتها، واتفقوا مع الجهة المصدِّرة على موعد وصولها.
وحين نُحصي الشحنات التي تم تحريزها والتحفُّظ عليها سندرك أن هناك أضعاف هذا العدد وصل بالسلامة دون أن ينتبه له أحد.
هذه المرة وصلت شحنة أسلحة قادمة من إيران، تم ضبطها بمحاذاة المياه الإقليمية من قِبل البحرية الأمريكية، المتواجدة في المنطقة من أيام القراصنة الصومال.. شحنة أسلحة متطورة ومخبأة بعناية فائقة في مخابئ سرية بداخل السفينة.
يقال إن التحقيقات جارية.. وهكذا يُقال كلَّ مرة.. دون أن نصل إلى نتيجة أو إلى تقرير يصدر من اللجنة المُشكَّلة لإجراء التحقيق.. تحقيقات فقط، سواء في سقوط طائرة، أو في شحنة أسلحة، أو في تفجير السبعين وكلية الشرطة.. أو في اغتيالات المسئولين الأمنيين، أو في ضرب الكهرباء.. كلها تحقيقات فقط، ولا نتيجة حتى الآن.