متى كان الإصلاح يؤمن بالحوار ومشاركة الشباب في الحوار؟ عندما كان الشباب يتجمعون في الساحات، أول ما فكر به الإصلاح هو عزلهم عن كل مؤثرات من خارج الجماعة، لا يشاهدون سوى سهيل والجزيرة، ولا تدخل إليهم صحف غير صحف الإصلاح، ولا منصة خطابة غير منصة الإصلاح، ولا يخطب في منصة الإصلاح إلا الإصلاح.. ولا.. ولا.. ولا.
أمس قرر محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح، وهو داخل مؤتمر الحوار الوطني مقاطعة المؤتمر، والتبرع أو التنازل بمقعد حواره لواحد من شباب الثورة، ولأول مرة نعرف أن مقاعد مؤتمر الحوار مادة للتبرع والتنازل.. ونعرف من قبل إن الإصلاح الذي تاجر بالشباب، يزايد بهم في سوق السياسة هذه اللحظة أكثر من أي وقت.. رئيس هيئة حزب الإصلاح يبرر مقاطعته بالغيرة على الشباب الذي خف وزنه في مؤتمر الحوار، وحميد يقاطع لأن الشباب أصيبوا بحالة نقص حوار، وتوكل تقاطع احتجاجا على "تهميش الشباب" في مؤتمر الحوار.. ولا نعتقد أن مرد هذا إلى شعور بالذنب ويقظة ضمير، بل مزيد من المزايدة باسم الشباب، وربما استعدادا لتوظيف الشباب في جولة أخرى من العنف والفوضى ولا دراسة ولا تدريس، للضغط على الرئيس هادي، متجاهلين أن العنف لم يعد مقبولا، ولن يكون هناك "مخلوع" ثان في سنتين لأسباب مفهومة.
الآن يتقمصون ثوب الرحيم بالشباب، وهم الذين أوردوهم المهالك، وزجوا بهم في مواقف ضد أنفسهم، وأحرقوا خيامهم، ونشروا ثقافة المناطقية والمذهبية والكراهية بين صفوفهم.. لما استقامت المخيلة للإصلاح، استغنوا عن الشباب، وشقوا صفهم، ووصفوهم بالبلاطجة، وحرموهم من المنح العلاجية والمساعدات الحكومية وغير الحكومية، وغاروا عليهم غارة دموية وهم معتصمون مضربون عن الطعام عند بوابة الحكومة.
يعجبني عبد الملك المصعبي، أوضح واحد من بين الذين طلعت أسماؤهم في قائمة مؤتمر الحوار.. قدم استقالته عام 2011 من منصب مندوب اليمن لدى الجامعة العربية، وانضم إلى "أنصار الثورة"، ثم بقي "منذوقا" سنتين، ولما اختير المؤتمر الحوار، قال لن أشارك.."نظام الثورة" قطع مستحقاتي.
بوضوح.. ادفعوا بأثر رجعي.."ادوا زلطي يا نظام الثورة واعرفوا مشاركة".. دفعتم لناصر والعطاس ومن حضر لقاء الدوحة، وتريدون مني أحضر مؤتمر صنعاء بلا مستحقات؟! ..لست بصدد السخرية من الرجل، بل معجب بوضوحه، وإذا كان "نظام الثورة" قد قطع راتبه من صدق فعيب على"نظام الثورة".. إني أتضامن مع " منذوق" الثورة.