صفحةمحمد اليدومي على الفيسبوك فيها من المضحك المبكي الكثير أو كما قال أبو الطيبالمتنبي:
وكمفي مصر من المضحكات ولكنهضحك كالبكاء
قالاليدومي "قد تستنكر مشاركتنا في مؤتمر الحوار، برغم حضور القتلة"، وأضاف"إن نقطة ضعفنا تتمثل تحديداً في حبنا لشعبنا ووطننا".
وهليحتاج اليدومي لمن يقول له: إن حبكم لوطنكم واضح من حروب المناطق الوسطى، وواضحأيضاً من ممارستكم تجاه القوى الوطنية يوم كنتم في الأمن السياسي، وواضح أكثر فيحرب صيف 94م والشباب الذين تاجرتم بهم في أفغانستان والشيشان والعراق وسورياوغيرها من البلدان.
إنما ذهب إليه اليدومي وما تناقلته وسائل إعلام حزب الإصلاح يؤكد أن هذا الحزب ليسلديه ثقافة الحوار وهذا سيكون له عواقب سلبية على هذا الحزب. نحن نتفق مع اليدوميعلى رفضه القتلة، ولكن من هم القتلة؟ لماذا لا يقدم اليدومي وحزبه الأدلة ليتممحاكمتهم؟ يكفي متاجرة بهذا الوطن والمزايدة عليه، متى سيتخلص هذا الحزب من عقدهوينظر إلى أن الدولة أهم من الحزب؟ المشكلة التي يواجهها الوطن سببها هذا الحزبالذي هو امتداد لأحزاب مماثلة في مصر وتونس، وهي أحزاب دمرت ما يلي خلال السنينالماضية؟ إن هذا الحزب يقوم على هياكل عنف وعلى ثقافة إقصاء وعلى ضمائر ميتة، ومنيتابع ممارسات وزراء هذا الحزب يرى بأم عينيه الربط العضوي بين الوزير والحزب.
ولستأدري كيف يستطيع اليدومي وغيره من قيادات حزب الإصلاح الحديث عن النظام السابق،وهم جزء من هذا النظام إن لم يكونوا هم المحرك الأساس والرئيس وكل مصائب اليمن منممارساته الخاطئة. إن حزب الإصلاح لا يفهم المعنى الحقيقي للمواطنة، وكيف سيفهممعنى المواطنة، وهو الحزب الذي يستند على مرجعية خارجية.
هذاالحزب يمارس اليوم إقصاء جماعياً، وقد صرح وزير التخطيط بأنهم يقبلون بدولة مدنية،ولكنها ذات مرجعية إسلامية. يا للعجب كيف تكون دولة مدنية وبمرجعية إسلامية؟
إذاكان هذا الحزب يحب الوطن، كما قال اليدومي، فعليه أن يقبل بالاختلاف والحلوللإخراج البلاد من دوامة العنف وعدم الإقصاء، إن تسويق الشعارات لم يعد مقبولاً،وخطابات البكاء لن تبقي الكذب طويلاً، خاصة وأن هذا الحزب لا يملك رؤية واضحة،مثله مثل بقية الأحزاب الأخرى، ولا برنامجاً من شأنه حل المشاكل. لقد أدرك الشعبمدى كذب هذا الحزب وقاداته وبأنه لم يعد يصبر عن انشغالات الناس وتطلعاتهم، خاصةوأنه يتستر على وزرائه وينهبون ثروة البلد ويدمرون المؤسسات بتعيينات لا تقوم علىالكفاءة وإنما على الانتماء الحزبي.
لقدأدرك الجميع أن حزب الإصلاح يعتمد على النموذج الغوغائي لجماهير الشارع بشعاراتدينية، ولكنه حزب يقوم على الدكتاتورية، لأنه حزب ضد مؤسسات الديمقراطية التييركبونها دوماً للوصول إلى السلطة، حزب يعتمد على إرهاب المجتمع المدني والصحافةالحرة بتهمة العلمانية أو بتهمة النظام السابق.
إنحزب الإصلاح عندما لم يجد قاداته الغوغائيين عدوا خارجياً افتعلوا العراك مع الداخلحتى لا يواجهوا مطالب الشعب. يقدم قادات الإصلاح أنفسهم على أنهم الأرجى على الشعباليمني، لكنهم في الحقيقة لم يقدموا شيئاً يذكر من أجل التنمية البشرية أو رفعمستوى المعيشة أو خلق المناخ الوحدوي.
سيحاولالإصلاحيون إهدار خزينة الدولة وتبديد الدعم المقدم من المانحين في مهرجاناتوشعارات الكراهية للنظام السابق من دون محاولة التنمية الاقتصادية والإصلاحالديمقراطي.
الخطرليس أن تواجه أزمات صعبة، لكن الأخطر منه أن يحكمك حزب كحزب الإصلاح ليس لديه هويةوطنية ويريد العودة بالوطن إلى القرون السحيقة.