* هذا المزاد العلني في مؤتمر الحوار الوطني يدهشني.. وهو يلبِّي رغبة كل باحث عن الإثارة.
ولو خيَّرتموني بين مباراة ثأرية بين البرشا والريال سأختار الحوار وبدون أيّ ريال.
* بن عمر وبن مبارك وبامدهف والحذيفي ومعهم جماعة «شوفوني» أنا ثائر ومعي قضية.. كل هؤلاء أكثر قدرةً على الاستثارة بذات استثارة الخرقة الحمراء للثور الإسباني الأسود.
* قبل عقود قال أحد أبطال مدرسة المشاغبين بأن طموحه أن يتزوَّج ويقعد في البيت.. ولعلَّه لم يكن يريد لطائرته أن تسقط في شارع الزراعة.. أمَّا أمنية الكثير هذه الأيام فهي أن يعتزلوا زوجاتهم ويقعدوا أمام التلفزيون لمتابعة المباريات الكلامية في مؤتمر الحوار.
* واسمحوا لي أن أهرف.. فأنا مثلهم لا أمثِّل إلاَّ نفسي في النظرة لصراع الهرف والعضوية حتى بعد أن رفعت الأقلام وجفَّت الأحلام وحضر تكتيك اضغط عليه في عضوية مؤتمر الحوار يخورجك في تشكيل اللجان.
* الفقراء خارج فندق النجوم الخمس يتضوَّرون معاناة.. والفرقاء يستعرضون ويستنهضون.. هذا يغمز : إحنا اخترنا هادي.. لكن الكشف المقدَّم منه «أخلّ بالمعادلة وخدم طرفاً بعينه».. وهذا يسفّه الوحدة فتضجّ قاعة التصفيق بكل ما تفضي نتائجه إلى الانفصال.. فقط لا بدَّ من التحفُّظ على كلمة «الموت» عند الوحدة والموت عند الانفصال.
* الثورة للشباب.. لكن القرار لعواجيز الأحزاب وكهنتها.. وتغيب أحلام الشباب في مواقف الهروب إلى قضايا مهمَّة.. لكن الاهتمام بها لا يبرِّر التغييب على النحو الذي يدفع اليدومي للتنازل عن مقعده في الموفنبيك.. بينما لا هو ولا غيره في قيادة الأحزاب مستعدّ لأن يخلي مقعده في الحزب لصالح أحد الشباب.
* المؤتمر الشعبي مشغول باستقبال السكاكين مع أن الحصان ما يزال في منطقة الصهيل.. رغم «يا ويله» الصادرة عن الإرياني.. والاشتراكي يريد مطرقة الحراك والفكاك وخيبة التنصُّل من وحدوية فتَّاح.. ودائماً كل شيء عند مخلافي الناصري إلاَّ شهداء الانقلابات الفاشلة.. وكل شيء جائز عند الإصلاح إلاَّ كل شيء.. فيما لا شيء عند الحوثي يعلو على الصرخة.
ومثيراً كان الحذيفي وهو يدافع عن المهمَّشين فيقول بأنهم صمتوا ألفاً وثلاثمائة عام وحان للمهمَّش أن يلعب مع هادي وبقية أقطاب المنصَّة رأساً برأس وصوتاً بصوت.
* وعندما يتحوَّل مؤتمر الحوار إلى حائط للمبكى اليماني فيشكو التهامي والزنداني والصوفي واليهودي والإسماعيلي والحضرمي من المظلومية يصير من حقّ كل مواطن أن يسارع إلى ترديد أنه الآخر يستحقّ إهداءه أغنية «ظلموه».
* وكان يمكن اعتبار الكثير ممَّا يسمع في سياق نصف عام من الملهاة لولا أن على الهامش ما يغتال المتن.. كأن يجتمع فساد شراء الحكومة للطاقة مخالفة ويتسارع العمل في الجدار العازل مع المملكة.. وينشغل المسؤول الحكومي عن عمله بالحوار ويغيب عن الحوار بالعمل.
* ووحده عبدالكريم الرازحي الكاسب وهو يكتفي باستيحاء أفكاره من حماره والسجال غير المتكافئ بين الفأرة الساذجة البيضاء والقطَّة الشرِّيرة السوداء.