محرجٌ جداً أن يأتي عيد الأم في الـ 21 من مارس، أي قبل انتهاء الشهر بتسعة أيام.. فالكثير من الموظفين يؤجِّلون شراء هدية عيد الأم لآخر الشهر، وتصبح هذه الهدية المتأخرة أشبه بـ"معزِّية بعد شهرين".
وكم يتمنى أصحاب الدخل المحدود لو أنهم يستطيعون تأجيل هذه المناسبة أو اختصار التقويم ونزع تسعة أيام منه مرة واحدة، كي يستطيعوا أن يظهروا بمظهر المُقتدر أمام أمهاتهم وأولادهم أيضاً، لأنهم سيكونون مُطالَبين من قِبَل أولادهم بإعطائهم مبلغاً من المال ليشتروا لأمهم هدية عيد الأم.. فيكون الموظف حينها في موقفٍ لا يُحسَد عليه.. فلا هو الذي استطاع أن يشتري هدية لأمه، ولا هو الذي استطاع أن يعطي أولاده مبلغاً بسيطاً ليشتروا به هدية لأمهم.
عيد الأم هو يوم رمزيٌّ فقط، ولا يمكن حصر المحبة والهدايا والطاعة في هذا اليوم فقط، ولا أعني عدم الاحتفاء بالأم وشراء هديتها- التي أصبحت سنوية- فالأم لا يكفي العمر بأكمله للاحتفاء بها وتقبيل قدميها.. لأنها أم، والأم هي شمس الحياة وقمرها، وهي قنديل البيت والقلب أيضاً.
الأم.. كلمة كبيرة لا تقدر الأبجدية على احتوائها، ولا تستطيع اللغة إيصال دفء هذه المفردة الصغيرة التي لا تتَّسع لها المعاجم والقواميس.
تخاطر الأم بحياتها أثناء الحمل والولادة، ولو خُيِّرت بالحياة لها أو لطفلها لاختارتها لطفلها، فأيُّ انحناءةٍ أمام الأمهات ستفي بفضلهن العظيم!!
كلُّ محبَّةٍ لا تكون لهنَّ هباء..
وكلُّ حياةٍ دونهن عدم..
وكلُّ نعيمٍ سواهن زائل.