عبدالمجيد التركي
تحدثوا في مؤتمر الحوار عن شهداء جمعة الكرامة.. وشهداء السبعين وكلية الشرطة وشهداء أبين وتعز وصعدة لم يتحدث عنهم، وكأنه لا بواكي لهم!!
يتحدثون عن الفاصوليا والمعكرونة الرديئة.. وينسون عشرات الكباش التي يلتهمونها، وسيخرجون بعد ستة أشهر من الحوار وهم متذمِّرون من المرق اللي كان الملح ناقص فيه، ومن الرزّ اللي فيه هيل وقرفة.. الله يقرفكم كلكم.
مش مستوعب كيف عبدالوهاب الآنسي متمشيخ ومهنجم في المنصَّة وأمة العليم السوسوة بجلالة قدرها جالسة وسط القاعة!!
يعني قصده لا يفلح قومٌ ولَّوا أمورهم امرأة!!
المرأة التي تذمَّرت من الفاصوليا.. ربما كان الأحرى بها أن تلقي درساً للطباخ بدلاً من التذمُّر، فربما كانت فالحة في الطبيخ أكثر من الحوار.
أما المشايخ في مؤتمر الحوار فلا يفرِّقون بين طاولة الحوار ومتاريس الحوار.. ورحمك الله يا إبراهيم الحمدي، قفَّزتهم خارج صنعاء كلُّهم، وخليتها محرَّمة عليهم كما حُرُمَتْ مكة على بعض الناس.. إن كان حُرُمَتْ فعلاً.. لأنها بيت الله للناس كلهم، مش لبعض الناس وبعضهم لا.
أمانة أيش عيقولوا المشايخ في مؤتمر الحوار؟ يعني هم بيحسُّوا بالمواطن وهم ممكن يدعسوه بالموكب حقهم في أي لحظة؟
عيتكلموا عن الأسلحة التركية أو عن مناهج التربية والتعليم الفاشلة؟
أو عيتكلموا عن لقاحات شلل الأطفال وعن ضرورة إنشاء مجلة تُعنى بأدب الطفل.. وتوفير السيريلاك مجاناً لكل طفل..
من يتذكر السيريلاك؟؟ رعى الله زمان.. كل شي كان فيه حالي.. حتى المشايخ كانوا حالين ولا يسطوا يطلِّعوا نخسْ.
ومؤتمر الحوار لو كان جاء أيام زمان بيكون أحلى من الآن.. وما بيحتاج إلى ستة أشهر.. لأن أهل زمان كانوا يفهموا بساعتهم، مش ملغِّجين مثل حق هذه الأيام.