السياسيون يخربون المجتمع ثم يصرخون ملء أشداقهم بأنهم "بُناته".. على خراطييييين !؟
أريد أن أستيقظ من النوم وأسمع أخبارا جيدة.. إن مجرد أمنية صغيرة كتلك يصعب تحقيقها في بلد ليل الله مع نهاره مشغول بأخبار السياسيين وعمايلهم السوداء، الله يسود عيشتهم.
وعلى الرغم من وفرة السياسيين في البلد –وفي مؤتمر الحوار الوطني أيضاً– إلا أننا قلما نجد سياسياً تعنيه سعادة الناس ورفاهيتهم، ذلك لأن السياسيين كائنات مكتئبة في الغالب، تقول لأحدهم نكتة فيرد عليك ببيان استنكار !
السياسة لا تمنح الناس السعادة على الإطلاق، وأصحابنا "مكرضين" سياسة دون كلل أو ملل.. حتى في مناسبة كعيد الأم "ينبعوا" لها السياسيين –جبرنا بعافيتهم- ويحيلوها من فعالية إنسانية إلى بيان تضامن مع أنصار الأم، وقلك ليش أم الصبيان راكبة رؤوس اليمنيين؟!
أغمضوا أعينكم قليلا وعودوا خمسين عاما – فقط – إلى الوراء ستكتشفوا أن كل خراب حصل في البلد كان وراءه مراهقات سياسية أضرت بالجميع وأحالت البلد إلى عصف مأكول.
في كتابه "ثروة الأمم" يشير آدم سميث إلى الاقتصاد بمصطلح (الاقتصاد السياسي) الذي يهدف إلى أمرين أساسيين، الأول: تزويد الأفراد بكمية كافية ومستمرة من المنتجات، أو العمل على جعلهم قادرين على توفير هذه المنتجات بشكل متواصل، والثاني: تزويد الدولة أو إثراء كل من الأفراد والحكومات.
دعونا من آدم سميث، وتعالوا إلى مصطلح " الاعتصاد السياسي " فهذا الأخير هو علامة الامتياز اليمنية لأكثر من خمسة عقود عاشتها خلت، ولا تزال البلد تعتصد حتى اللحظة بسبب سياسييها. وأستغرب لماذا لا يفكر كثير من أولئك العصادين بمنافسة سلسلة مطاعم "العزعزي" للعصيد، على الأقل سيقدمون للمستهلك اليمني شيئاً تستفيد منه البطون، ولا الهدار الفاضي حقهم!
جدتي رحمها الله كانت تقول دائما إن الاقتصاد نص المعيشة.. هذا مفهوم بسيط لامرأة قروية لم تذهب يوماً إلى المدرسة أو إلى قاعة حوار. ولا أعرف -بصراحة- إذا ما كان الـمتحاورون الـ 565 سيعيرون الأوضاع الاقتصادية المتردية في اليمن نصف اهتمامهم.. باعتبار الاقتصاد نص المعيشة.. والأهم من ذلك بل باعتباره أهم معضلة تؤرق حياة اليمنيين، أم أنهم سيعكموا أبوها سياسة، وسيكونون إضافة جديدة سيحتفي بها قاموس "الاعتصاد السياسي"، وحينئذ سيكون من اللائق بنا أن نردد في نهاية كل يوم من الحوار: وارحبي "ياسياسة" لا فوق الأموات.