منذ أربعة أشهر وموظفو مستشفى 48 بدون مرتبات، والمستشفى أيضاً بدون ميزانية.. ورغم ذلك واصل الأطباء والموظفون عملهم بصمت إلى أن نفدت الأدوية والمحاليل الطبية، ونتيجة لهذا توفي أربعة مرضى، لأنهم لم يجدوا الأدوية والمحاليل.
حكومة الوفاق –قدّس الله سرَّها- تفرض على المستشفى حصاراً تلو حصار.. لأنه تابع للحرس الجمهوري، والحرس الجمهوري تابع لأحمد علي عبدالله صالح، وأحمد علي هذا هو ابن الرئيس السابق.. يعني المسألة عداء شخصي فقط، ولا علاقة له بالتغيير ولا بالثورة، ولا بإسقاط النظام.
هل بالضرورة أن يقوم أحمد علي أو الحرس الجمهوري بعمل (نقل قدم) أو نقل ملكية للمستشفى، ويتم إلحاقه بالفرقة الأولى مدرع ليتم إطلاق موازنته على الفور.. ليتحرك باسندوة ويوجه صخر الوجيه الذي سيتحمس كثيراً، ويتابع الموضوع بنفسه، ولن ينام إلا وقد تم إدراج ميزانية المستشفى في الحساب البنكي.
مشكلة مستشفى 48 أنه ليس إصلاحياً، ومشكلته أيضاً أنه ليس واقعاً تحت سيطرة المشايخ ولا تابعاً لجامعة الإيمان، ولن ننسى أن صخر الوجيه قام بصرف عشرات الملايين لصالح بناء جامع جامعة الإيمان.. سبحان مقسِّم الأرزاق، وكأن الجامع أهم من المستشفى!!
لو كان صخر الوجيه وزير مالية في دولة تعرف معنى حقوق الإنسان لقدَّم استقالته حين يقرأ في الصحف خبراً عن وفاة أربعة أشخاص بسبب انعدام الدواء والمحاليل التي قام بقطعها عن المستشفى عمداً وتعصُّباً.. ولو كان هؤلاء المرضى أيضاً في دولة أخرى لقام ذووهم بمقاضاة وزير المالية الذي سيكون في نظر القضاء متسبباً بقتل هؤلاء المرضى.
يجدر برئيس الحكومة ووزير المالية أن يعرفا الفرق الجوهري بين جامع جامعة الإيمان الذي يتخرج منه دعاة الموت وحملة الأحزمة الناسفة، وبين مستشفى 48 الذي يمنح الحياة، ويؤمن بحق الإنسان في الحياة.